ضيّف الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، الأسبوع الماضي، الكاتب والباحث ضياء الشكرجي، الذي تحدث في جلسة ثقافية حملت عنوان "دور الثقافة في تحرير العقل".

حضر الجلسة التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس، جمع من الأدباء والمثقفين والإعلاميين والمهتمين في الشأنين الثقافي والفكري.

الباحث حسين الجاف، أدار الجلسة واستهلها مرحبا بالحاضرين، ومستعرضا جوانب من سيرة الضيف الذاتية، ومن تجربته في ميداني الكتابة والبحث.

وقال إن الشكرجي ولد في مدينة الكاظمية، وانه غادر بلده وأقام في مدينة هامبورغ الألمانية بسبب معارضته سياسة النظام الدكتاتوري المباد، موضحا أنه عاد إلى العراق بعد 2003، ليسكن في مدينته الكاظمية.

ويذكر الشكرجي في سيرته الذاتية، انه في أواخر التسعينيات، وبعد التنسيق مع بعض المراجع ورجال الدين، وتلقي التشجيع منهم، صار يتردد على "حوزة المرتضى" في دمشق، ليتلقى دروسا مركزة على أيدي أساتذتها، مشيرا إلى انه أصبح خلال تلك الفترة مدرسا في الحوزة، كما درّس العقائد وأصول الدين والمنطق واللغة العربية وعلوم القرآن والتفسير، في معهدين بألمانيا، وباللغة الألمانية.

وفي معرض حديثه خلال الجلسة، تطرق الضيف إلى بعض كتاباته السردية، وهي تجربة جديدة يخوضها في فضاء الأدب – على حد ما أكده. ثم تحدث عن مفاهيم الثقافة والعقل والحرية، مشيرا إلى انها تمثل له "عناوين مقدسة" يتنقل في ما بينها.

وتابع قائلا ان للثقافة دورا فاعلا في تحرير العقل، وانه لا يمكن للإنسان العيش الا في أجواء تتمتع بالحرية، موضحا ان "الحرية الدينية إذا كانت متشردة تصبح معرقلة للإبداع. وهنا لا بد من ترويض المجتمع على مناقشة المقدسات والفكر الديني".

ولفت الشكرجي إلى أن العقل الحر شرط للتفكير والإبداع، "إذ لا تفكير ولا إبداع من غير عقل حر"، مضيفا انه لا تعايش إلا بتحرير العقل البشري من وهم امتلاك الحقائق المطلقة النهائية اللامسموحة مراجعتها.

كما أشار إلى أن تحرير العقل من شأنه أن يجعل عملية التفكير تجري في مسار عقلي وعلمي وموضوعي، مؤكدا أن من لوازم العقل الحر، إدراك التعايش بسلام مع تعدد الحقائق أو "الحقائق المفترضة" التي يؤمن كل واحد بها، وذلك اعتمادا على قاعدتي العقلانية والإنسانية، مع إدراك نسبية كل منهما.

وفي ختام الجلسة، قدم الناقد فاضل ثامر، باسم الاتحاد، لوح الجواهري إلى الكاتب والباحث ضياء الشكرجي.