غالي العطواني
ضيّفت لجنة المثقفين المحلية للحزب الشيوعي العراقي، صباح الجمعة الماضية في بغداد، الباحث الأكاديمي د. كاظم ماجود، الذي تحدث عن "فيزياء الإشعاع الليزري"، ووقع كتابه الجديد الموسوم "فيزياء الليزر".

الجلسة التي احتضنتها قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الأندلس، حضرها عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق عمار البياتي، وجمع من المثقفين والمهتمين في الشأن العلمي. وقد أدارت الجلسة الفيزيائية نعيمة مجيد، التي قدمت نبذة عن سيرة الضيف وعن تجربته الأكاديمية وما أنجزه في فضاء تخصصه العلمي، مشيرة إلى انه تخرج عام 1970 في كلية العلوم بجامعة بغداد/ قسم الفيزياء، وأكمل دراسة الماجستير والدكتوراه في جامعة الدولة في بيلاروسيا، وانه في العام 1981 عمل في جامعات الجزائر وليبيا، وبعد عام 2003 عاد الى العراق ليعين استاذا للبصريات والليزر في الجامعة المستنصرية، مضيفة أنه أصدر العديد من الكتب والابحاث في مجال اختصاصه.
د. كاظم ماجود تحدث من جانبه عن مفهوم فيزياء الإشعاع الليزري، وعما لحق الليزر من تطور في الميادين العلمية والتكنولوجية، حتى صار يستخدم في المجالات الطبية والصناعية، موضحا أن تكنولوجيا الليزر تعد نتاج التغيرات العاصفة في علوم البصريات والاطياف والالكترونيات، التي شهدها العلم على مدى السنين العشرين الاخيرة، الأمر الذي جعل دراسة فيزياء الليزر مقررا إلزاميا لطلبة كليات العلوم والطب والهندسة والزراعة والبيطرة، حتى طلبة المعاهد والكليات المتخصصة في دراسات استخراج النفط وصناعاته المختلفة.
وتطرق الضيف الى الكيفية التي يتكون بواسطتها الاشعاع الليزري، مبينا ان هناك نوعين من هذا الاشعاع، الأول تطلقه ذرات المادة عند تعرضها للحرارة الشديدة، مثلما يحصل في فتيلة المصباح بعدد مرور التيار الكهربائي فيها، موضحا أن هذا الاشعاع يتم بانبعاث تلقائي غير موجه ولا يمكن التحكم به للاستعمالات الدقيقة في الطب والصناعة.
وأضاف شارحا النوع الثاني من الإشعاع الليزري، الذي ينتج عند تعريض الذرات المثارة في مستويات الطاقة الأعلى، إلى الإشعاع.
وذكر د. ماجود أن العالم الفيزيائي الألماني المعروف البرت اينشتاين، هو الذي أرسى في العام 1917، دعائم علم الاشعاع الليزي، وذلك خلال اكتشافه "الانبعاث المستحدث" للاشعاع من الذرات المثارة، والذي يتم قبل أوانه، مبينا أن هذا الانبعاث يطلق إشعاعا مطابقا للإشعاع الصادر عن ذرة مثارة مجاورة، لينتج منها ضوءا مضخما أو ليزرا.
وشرح د. ماجود صفات الاشعاع الليزري مشيرا الى انها عديدة ومنها اتجاهيته الخارقة، التي هي عبارة عن موجه كهرومغناطيسي يظهر صفات متنوعة وجذرية، مبينا أن حزمة اشعة الليزر تتكون فقط من الاشعة المنبعثة من الوسط المضخم في المنظومة الليزرية، وهي موازية لمحور الليزر، وان زاوية تشتت حزمة الليزر صغيرة للغاية قياسا بزاوية تشتت مصادر الضوء العادية.
ثم عرّج على موقف الجامعات العراقية من تكنولوجيا الليزر، مؤكدا انها لا تولي اهتماما كبيرا فيها سوى انها تقدمها كمادة دراسية، ومضيفا أن الجامعة التكنولوجية هي فقط من يهتم بهذا الحقل العلمي، لكن ليس على مستوى البحوث والتطبيقات الطبية والصناعية.
وفي سياق الجلسة طرح عدد من الحاضرين اسئلة واستفسارات حول علم الليزر، أجاب عنها الضيف بصورة ضافية.
وفي الختام وقع د. كاظم ماجود نسخا من كتابه الجديد ووزعها على الحاضرين.

عرض مقالات: