ضيّفت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف، الأربعاء الماضي، عضو المكتب السياسي للحزب الرفيق د. صبحي الجميلي، الذي تحدث في ندوة عنوانها "العراق وراهنية التغيير".

حضر الندوة التي التأمت على قاعة "منتدى هارموني" للفنون وسط مدينة النجف، جمهور واسع من الشيوعيين وأصدقائهم المهتمين في شؤون السياسة والمجتمع. فيما أدارها سكرتير اللجنة المحلية الرفيق كريم بلال.

د. صبحي الجميلي، استهل حديثه متناولا طبيعة ظروف العراق السياسية، والأزمة البنيوية العامة الشاملة التي يعيشها البلد، مشيرا إلى أن هذه الأزمة مفتوحة على الاحتمالات كافة "فهي أزمة حكم وحكومة، وأزمة علاقات بين الكتل، وانعدام الثقة بين الحكومة والمواطنين".

وتابع حديثه حول الأزمة واسبابها، مشيرا إلى انها لا ترتبط فقط بطريقة التغيير التي حصلت عام 2003 عبر الحرب والاحتلال، وبتركة النظام السياسي المباد الثقيلة "إنما ترتبط أيضا بطبيعة نظام الحكم الجديد ونهجه المعتمد على المحاصصة الطائفية – الاثنية، التي هي أس الأزمات وحامية الفساد".

ولفت الرفيق المحاضر إلى أن الأزمة تتفاعل فيها عوامل داخلية وخارجية، إضافة إلى ما رافق تطور الأوضاع في العراق منذ 2003، من عنف وتخريب وموجات إرهابية دامية، مضيفا انه، ومن جانب آخر، فإن الصراع على خيارات المستقبل وشكل الدولة وماهيتها، وعلى طبيعة النظام السياسي والاقتصادي – الاجتماعي الجديد، ما زال محتدما.

وتطرق د. الجميلي إلى حصيلة الأزمة البنيوية، مبينا أن أبرز مظاهرها يكمن في عجز مؤسسات الدولة عن أداء مهامها في تلبية حاجات الناس، وفي تفشي الفساد في الدولة والمجتمع، فضلا عن الفرز الاجتماعي والطبقي المتواتر، إلى جانب التدهور في الوضع المعيشي لفئات وشرائح اجتماعية واسعة، وارتفاع معدلات البطالة ونسب الفقر، والانتشار الواسع للسلاح خارج مؤسسات الدولة.

واشار المحاضر إلى أن العراق يشهد حالة استعصاء سياسي، وعجز المتنفذين عن تقديم الحلول، لافتا إلى أن "ما نشهده من بعض الإجراءات، ما هو إلا تدوير للأزمة وليس حلا لها".

وتابع قوله أن "كل ذلك أوصل الوضع إلى مستوى اصبح فيه الإصلاح والتغيير، ضرورة ملحة للتعامل مع التحديات التي تواجه الشعب".

وبيّن عضو المكتب السياسي أن "ما هو ملح الآن، وفي واقعنا العراقي الملموس، هو تغيير بنية النظام السياسي ابتداء بالتخلي عن المحاصصة الطائفية والاثنية، والانتقال من دولة المكونات إلى دولة المواطنة، على أن يرتبط هذا التغيير بمراجعة جادة في النهج السائد ونمط التفكير"، مؤكدا انه "لا بد أن يطال ذلك الشخوص الذين يدعمون النهج الذي ثبت فشله".

ونبه الرفيق د. الجميلي، إلى أهمية العمل في مستويات عدة بهدف تغيير موازين القوى لصالح مشروع الإصلاح التغييري، ملقيا الضوء على عمل الحزب الشيوعي العراقي مع القوى المدنية والديمقراطية، وكذلك ضمن تحالف "سائرون".

كما شدد بوضوح على أهمية الحراك الشعبي والجماهيري الواسع والضاغط باتجاه تحقيق الإصلاح والتغيير.

هذا وشهدت الندوة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، وعقب عليها الرفيق د. صبحي الجميلي بإسهاب.

عرض مقالات: