حسين علوان

عام على رحيلك أيها الرفيق الحريص المخلص

كم هو عظيم حزبك يا أبا برافدا الذي كنت أحد أعضائه النجباء وهو يحتفي بمرور عام على رحيلك، ها نحن في قاعة الصراف التي لطالما صدح بها صوتك مدويأ وأنت تلتقي بالرفاق.

ابو برافدا ارتبطت بك تنظيميا يوم كنتَ مشرفاً على محليات بغداد الرصافة والثورة، كم كنت متابعا دقيقا لمحلياتنا ومشرفاً مباشراً عليها تتابع أحوال الرفاق وطبيعة عمل الخلايا والأساسيات وآلية تنشيطها وإيجاد الوسائل الكفيلة بذلك، أتذكر يا رفيقي كم كنت تردد (لا فائدة لقراراتنا التي نتخذها ولا تساوي الحبر الذي كتبت به ان لم نكن حريصين على تنفيذها) وحين سألتك أنك تردد ما يستشهد به  الرفيق العزيز  (ابو فلاح ) محمد جاسم اللبان عضو المكتب السياسي لحزبنا نظرت نحوي وقلت (وبكل فخر واعتزاز فهو  قدوتي) هكذا كنت تتعلم وتعلم أيها الرفيق المتمترس بحب الحزب والدفاع عنه مثلما كنت نصيراً مقاتلاً شجاعاً في جبال ووديان كردستان  ويشهد لك رفاقك الأنصار بذلك.

ابا برافدا..

لي معك مواقف لا تنسى ولي الشرف أن يكلفني الحزب بمرافقتك في رحلة علاجك في اربيل.   

في ذلك الطريق الطويل إلى أربيل كنت تقص علينا الحكايا والمواقف العظيمة التي يجب على الشيوعي أن يتحصن بها دفاعاً عن حزبه في الظروف الصعبة وكيف كانت رحلة الكفاح المسلح لحركة الأنصار وظروفها الصعبة القاسية الا أن الرفاق كانوا بقدر المسؤولية فكانت بطولاتهم اسطورية رغم القرابين التي قدمها الحزب من قوافل الشهداء.

رفيقي ابو برافدا..

ها أنا أرثيك ولكي أكون منصفا أقولها أمام كل الأصدقاء والرفاق، لقد وفيت وكفيت وقدمت الكثير الكثير للحزب والحزب لا ينسى مواقفك أبدا أيها الابن البار لحزبك العظيم  ها نحن جميعا رفاقك نسير على دربنا الطويل المجيد الذي نذرت نفسك وعائلتك الكريمة كلها في السير على خطاه وكنت بذلك تؤسس لتاريخ عظيم لسفرك المجيد.

رفيقي ابو برافدا..

لن أنسى أبدا حين عدنا من رحلة علاجك بعد اجراء العملية الكبرى لك وأنت طريح الفراش في حوض سيارة الرفيق ابو روان ما أوصيتني به.

وكم كنت تحلم أن تتعافى من ازمة مرضك لتواصل العطاء وكان جل تفكيرك كيف تعلي شأن الحزب عالياً وأتذكر قولك لي (ابو عليوي خاف أموت وبعد عندي طاقة اريد أقدمها للحزب) وحين نظرت نحوي ودموعي تنهمر قلت لي لتصير عاطفي ولك.. لا تبجي ما أموت أبد ابو دميعه..

هكذا كنتَ حريصاً علي العقابي على حزبك لآخر أنفاسك وبقيت أميناً وشجاعاً ومصراً على أن تسير قافلة الحزب نحو العلى بعزم رفاقنا الشرفاء المؤمنين بنهج الحزب وسياسته الصائبة تجاه الأحداث وما يدور في البلاد.

رحل العقابي علي وعينه نحو الحزب مبصرة وملوحاً لرفاقه بشد العزم والمواصلة بنفس طويل من أجل إنقاذ الكادحين والفقراء ببناء دولة المواطنة.

سلاما أبا برافدا سلاما علي العقابي الشيوعي الرصين والشجاع والطيب والكريم والحبيب..     

عرض مقالات: