البصرة - صلاح العمران

على شرف الذكرى 85 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، عقدت اللجنة المحلية للحزب في محافظة البصرة، يوم الثلاثاء 2 نيسان الجاري، ندوة حول تاريخ الحزب وبدايات تأسيسه، ضيّفت فيها الرفيق كاظم محسن بحضور جمع من الشيوعيين وأصدقائهم.

أدار الجلسة التي التأمت على "قاعة الشهيد هندال جادر" في مقر اللجنة المحلية وسط البصرة، الرفيق محمود سعدون، الذي قال بعد أن رحب بالضيف والحاضرين، ان "حزبنا الشيوعي يعتبر عميد الأحزاب السياسية، وأول الأحزاب التي عملت على الساحة السياسية العراقية. وهو المدافع الحقيقي عن الطبقة العاملة"، مشيرا إلى الدور الأساسي للرفيق الخالد فهد، في تأسيس الحزب، وفي لم شمل الخلايا الماركسية في جميع المحافظات.

الرفيق كاظم محسن، وفي معرض حديثه، تطرق إلى بدايات تأسيس الحزب، وإلى بداية دخول الأفكار الماركسية إلى العراق، مشيرا إلى ان الشخصية الوطنية حسين الرحال، يعتبر أول ماركسي في العراق.

وتابع قائلا ان الرحال الذي كان طالبا في مدرسة الحقوق في بغداد، تعرف على الأفكار الماركسية والشيوعية خلال رحلته إلى الهند عام 1919، وانه في العام 1924 شكل أول حلقة ماركسية في العراق، قامت  بدراسة الأفكار الجديدة، وأصدرت جريدة بعنوان "الصحافة"، موضحا أن من بين أعضاء الحركة الماركسية تلك، كان الطالب في كلية الطب محمد سليم فتاح، والمعلم مصطفى علي، وموظف البريد عبد الله جادو، والمعلم والصحفي عوني بكر صدقي، والروائي محمود احمد السيد.

وأضاف الرفيق محسن انه في يوم 8 شباط 1928، انطلقت في بغداد تظاهرة جماهيرية للتضامن مع الشعب الفلسطيني ضد الحركة الصهيونية، مبينا ان الحكومة جابهت التظاهرة بالقمع وقامت باعتقال الشباب المرتبطين بالحلقة الماركسية، بذريعة انهم يهدون السلام، وكان بينهم زكي خيري وعاصم فليح ومهدي هاشم.

ثم تحدث عن الخلايا الماركسية في مدن جنوب العراق، وتحديدا في البصرة والناصرية، موضحا ان تلك الخلايا تشكلت من دون أن ترتبط في ما بينها بأي رابط تنظيمي، ومن أشهر أفرادها وأكثرهم حركة ونشاطا، الشاب يوسف سلمان يوسف (الرفيق فهد)، الذي كان يعمل موظفا وميكانيكيا في مدينة الناصرية.

وتابع الرفيق محسن قوله، انه بعد ذلك جرى تكثيف اللقاءات بين حلقات الناصرية والبصرة، وكان بين أعضاء تلك الحلقات كل من حسن عباس كرباس، عبد الرحمن داود، قاسم حسن، جميل توما، نوري روفائيل، مهدي هاشم، موسى حبيب، بالاضافة إلى يوسف سلمان الذي كان يلتف حوله الشباب الشيوعي في الناصرية والبصرة، لافتا إلى ان تلك الحلقات أسست لجنة باسم "لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار"، وقامت بتسميتها يوم 31 آذار 1934، باسم الحزب الشيوعي العراقي، الذي ضم شيوعيي بغداد والبصرة والناصرية والعمارة والديوانية.

وذكر الرفيق محسن ان انتصار الثورة البلشفية عام 1917 في روسيا، كان له أثره على الشباب من حاملي الأفكار الجديدة.

ثم ألقى الضوء على مؤتمر الحزب الأول عام 1945، الذي انتخب فيه الرفيق فهد سكرتيرا، وعلى الصحافة الشيوعية، والصحف والمجلات التي أصدرها الحزب خلال مسيرته، فضلا عن التحالفات السياسية التي انخرط فيها الحزب، وعلاقاته بالحركات الوطنية وببقية الأحزاب السياسية منذ تأسيسه حتى اليوم.

عرض مقالات: