انتصار الميالي
شهدت قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، عصر الأربعاء الماضي، جلسة استذكار للمناضلة الرائدة بشرى برتو، عقدتها رابطة المرأة العراقية إكراما للفقيدة التي رحلت أواسط تشرين الثاني العام الماضي.

الجلسة التي حضرها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، إلى جانب جمع من الرابطيات والناشطات والناشطين والمثقفين، أدارتها د. خيال الجواهري، وافتتحتها بكلمات استذكرت فيها المناضلة الراحلة، وعبرت عن الحزن الكبير لفراقها، وعن التقدير العالي لتاريخها النضالي الحافل بالمواقف الإنسانية العظيمة، التي تركتها محفورة في ذاكرة من رافقها وعاصر مسيرتها في الدفاع عن حقوق المرأة وقضايا الشعب والوطن.
بعدها دعت د. خيال الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت تقديرا للراحلة، ولكل رائدات الحركة النسوية الراحلات.
وتخللت الجلسة شهادات ومداخلات عن الراحلة، قدمها عدد من الحاضرين، كانت أولاها للرائدة النسوية والكاتبة سافرة جميل حافظ، التي استذكرت ابرز المحطات النضالية التي جمعتها معها في طريق الدفاع عن حقوق المرأة، وألقت الضوء على مسيرتهما في تأسيس رابطة المرأة العراقية.
وطالبت السيدة سافرة في شهادتها، الدولة بأن تولي اهتماما كبيرا للنساء العراقيات اللواتي يعتبرن رموزا نضالية ووطنية تستحق التقدير، من خلال تسمية معالم أو مدارس أو جامعات، أو حتى شوارع، بأسمائهن، لتستذكر الأجيال التغيير الذي أحدثنه في المجتمع، والتضحيات الكبيرة التي قدمنها من أجل العراق وشعبه، أمثال د. نزيهة الدليمي، وبشرى برتو وغيرهما الكثيرات.
وكانت للرفيق رائد فهمي مداخلة في الجلسة استذكر فيها المناضلة الراحلة ومواقفها البطولية، مشيداً بعملها ونضالها داخل العراق وخارجه، وبنشاطها الذي لم يتوقف في دعم نضالات الشعب، مضيفا قوله ان الراحلة كانت شخصية نسوية بارزة ضمن كوكبة مميزة شهدها العراق على مدى تاريخه الحديث، وانها استطاعت بمواهبها المتعددة، تكوين علاقات واسعة، ما خلق تأثيراً واضحا ومميزاً لها يتذكره الجميع بمن فيهم الشيوعيون الفرنسيون.
كذلك ساهمت الرابطيات منال عبد الأحد ونقية اسكندر وجبرا الطائي، في الحديث عن الراحلة وعن تاريخها النضالي الطويل، مجمعات على تواضعها وحبها الكبير لوطنها وسعيها الدائم لتحقيق حرية الشعب وسعادته.
ثم قرأت الناشطة سهيلة الأعسم رسالة التعزية التي كان قد بعثها رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، إلى عائلة الراحلة وأصدقائها، ومما جاء فيها ان "الفقيدة كانت نموذجا للمرأة العراقية المناضلة من اجل حقوق شعبها في الحرية والديمقراطية والازدهار. كما كانت رائدة في الدفاع عن الحقوق السياسية والاجتماعية العادلة للمرأة العراقية طوال فترات صعبة من التاريخ المعاصر لبلادنا والمنطقة".
وتخلل الجلسة عرض صور توثيقية من إعداد اللجنة الإعلامية لرابطة المرأة العراقية، تستعرض أبرز المحطات في حياة الرائدة بشرى برتو، ومنها نشأتها وطفولتها ودراستها ونشاطها النسوي والضغوط والملاحقات التي تعرضت اليها، فضلا عن عملها المهني والسياسي والاجتماعي، وبدايات عملها في الخارج، ثم عودتها إلى الوطن لتناضل في صفوف الأنصار الشيوعيين في كردستان، حتى رحيلها. كذلك عرض فيلم وثائقي عنوانه "ذاكرة الأنصار"، يتوقف عند مسيرة الراحلة في حركة الأنصار، ويسلط الضوء على مآثرها ونضالها ضد الدكتاتورية. والفيلم من توثيق علي رفيق.
واختتمت الجلسة بكلمة قصيرة ألقتها د. خيال الجواهري، وعاهدت فيها المناضلة الراحلة بشرى برتو، على مواصلة النضال لإكمال مسيرتها من أجل الدفاع عن حقوق المرأة، وبناء وطن ينعم أبناؤه بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.