بدعوة من منظمة السويد للحزب الشيوعي العراقي وبالتعاون مع منظمات المجتمع المدني في غرب السويد نظمت طاولة حوار مفتوح يوم 26/ 1/ 2019 تحت عنوان الهجرة والمهجرون الأسباب والخلفيات. 

الرفيق أبو حازم التورنجي  اعد مقدمة تحت عنوان:

الهجرة والتهجير في العراق إلى أين؟ العراق الذي كان ما عاد كما كان! أشار فبها الى تعرض العراق الى هزات مجتمعية كبيرة وعميقة أنتجت وتنتج هذا التشوهات والاختلالات التي وصل اليها مجتمعنا العراقي في الأزمنة الأخيرة؛ فإذا استعرضنا على السريع جملة الأحداث الكبرى التي مرّ بها العراق، فإننا نجد أنفسنا أمام لوحة تراجيدية قاتمة تقطر منها الاحزان، بدءاً بـ

  • مذابح سميل والإبادة العرقية في آب 1933 التي قادها بكر صدقي ضد الآشوريين، والتي راح ضحيتها الآلاف من الآشوريين قتلاً وتشريداً وتهجيراً، ولم يستقر العراق حتى أشتعل مرة أخرى.
  • هجرة وتهجير يهود العراق وأعمال الفرهود عام 1948 وما تلاها، وتلك قضية يطول حولها الحديث .
  • تهجير وتقتيل الكورد الفيليين في سبعينيات القرن الماضي على يد نظام الطاغية البعثفاشي.
  • الانفال سيئة الصيت التي جسدت همجية نظام البعثفاشي وما سبقه من القصف الكيماوي لحلبجة وغيرها من تشريد ونزوح آلاف العوائل الكوردية.
  • التطهير العرقي للمسيحيين في سنوات ما بعد الغزو الامريكي للعراق واحتلالة وتصاعد الحرب الطائفية الممولة أمريكياً.
  • جرائم عصابات داعش التي يندى لها الجبين في السبي والتقتيل والتطهير العرقي وبمساندة قوى لها امتدادها في السلطة ودول الجوار.
  • وأخيراً وليس آخراً من مظاهر الاستبداد الديني لفاشية الاسلام السياسي هي التوجه نحو إفراغ العراق من الصابئة المندائيين.

ومن كل ما تقدم يبرز السؤال الكبير الى الواجهة: هل يمتلك الشعب العراق أصالة وحمية في التماسك والدفاع عن مكوناته التي تعايش معها مئات السنين؟

على هذا السؤال وأسئلة أخرى تتعلق بالهجرة والتهجير منذ تأسيس الدولة العراقية ولحد الآن شارك في الحديث عدد من الحضور المعتم بهذه الموضوعة المهمة والتي تمس بهذا الشكل أو ذاك مستقبل الشعب والوطن.

الرفيق غازي كتولا، أدلى بمداخلة تناول فيها صعوبة الوضع الحالي والسياسيات التي تبغي إفراغ العراق من مكوناته الأساسية، وتخريب اللوحة العراقية، وكان احتلال العراق من قبل أمريكا عام 2003 قد زاد الطين بلةً. ودعا القوى الوطنية للعمل على الخلاص من الاحتلال الأميركي ومواجهة العصابات التي تحكم البلد اليوم وقد قسمت البلد بالمحاصصة الطائفية المقيتة، والفساد وسرقة أموال الفقراء، و أشار في مداخلته الى المأساة التي تعرض لها المسيحيون منذ عام1933 إثر مذبحة سميل وأكد إلى أن من تبقى من المسيحيين هو أقل من ربع مليون في الوقت الذي فيه كانوا يزيدون عن المليونين. ثم  تحدث عن تهجير الأكراد الفيليين عامي 1970و1980 من قبل النظام المقبور وكذلك عن عملية إبادة حلبجة والانفال سيئة الصيت.

الرفيق عبد العزيز ججو تحدث عن هجرة اليهود مستعرضاً تأريخ التهجير وعمليات السبي منذ العهد البابلي ولحد عمليات التهجير القسري التي مارستها الأنظمة العميلة للإستعمار من أجل بناء الكيان الصهيوني إسرائيل.

وتحدث عن تمسك الكثير من اليهود العراقيين بأصالتهم العراقية ولذلك نراهم ملتزمون بتراثهم العراقي المجيد وعلى كثير من. المستويات.

وأشار الى أن قضية "الموسويون العراقيون" الذين عاشوا في العراق الاف السنين تعتبر إحدى أكبر مآسي التهجير القسري في وقتها، فقد جاء بهم الاشوريون في القرن السابع ق.م وسكنوا منذ ذلك الوقت ولفترات مختلفة واستقروا في العراق واسسوا مدرستين منذ القرن السابع الميلادي احداها في الحلة والاخرى في الفلوجة منذ بداية دخول الاسلام للعراق، ثم اصبحت بغداد عاصمة لكل يهود العالم في زمن العباسيين وفي زمن العثمانيين اصبحت بغداد المركز التجاري والثقافي والديني لكل الشرق واسست المدرسة اليهودية الكبرى، وانتشروا في كل المدن العراقية.

مداخلة السيد نوزاد تناولت التهجير والهجرات التي تعرض لها الشعب الكردي وعلى مختلف العصور، و ما حصل في العصر الحديث حيث تم تعريب منطقة الحويجة في كركوك على يد صالح جبر بعد قيامه بتوطين بعض عشائر الجيور فيها. وكذلك عن عمليات التعريب التي قام بها المقبور صدام. ويرى أن كل هذه الممارسات تحدث بسبب العامل الاقتصادي والاستئثار بالخيرات.

وكانت مساهمة السيد موفق علي فيلي قد تناولت الحديث عن مكون الأكراد الفيليين الموزعين على أكثر من منطقة بين العراق وإيران وهم مجموعة سكانية كبيرة تمتد لكثير من المناطق في العراق وإيران، هم جزء من الشعب الكردي ولكن لغتهم دخلت فيها الكثير من الكلمات الفارسية لذلك أصبحت لهجتهم قريبة من الفارسية، وعددهم حوالي التسع ملايين في موزعين في عدد من الدول.

ثم تحدث عن التهجيرات التي حصلت بحقهم، في أعوام الـ 70 و80  من القرن الماضي والتي اعتبرتها المنظمات الدولية عمليات تهجير هي من نوع الجينوسايد "عمليات الإبادة الجماعية" وما هو معروف بأن العراق الصدامي حارب إيران بدفع من أمريكا، بعد أن عجزت من إطلاق سراح اسراها في طهران بعد فشل عمليات صحراء طبس.

وكانت عمليات التهجير عام ٧٠ ثأراً من الأكراد الفيليين الذين وقفوا ضد الانقلاب البعثي عام ١٩٦٣، والدفاع عن حكومة عبد الكريم قاسم. وكانت عمليات التهجير عام ٨٠ إبان الحرب ضد إيران حيث تم احتجاز أكير من ١٧ ألف من الشباب الكردي الفيلي وتغييبهم.

الأكراد الفيليون موجودون على طول الحدود بين العراق وإيران، وما جرى عليهم يعتبر قضية سياسية وليست اقتصادية.

كما شاركت السيدة إعتماد الدوري في النقاش مشيرة إلى أن الموضوع قد شدها للمشاركة فيه لأهميته وقد قامت بقراءة الكثير عن اليهود وعمليات التهجير القسري التي لهم والفرهود، حيث تعرض. اليهود ومنذ نبوخذ نصر للسبي، أشعر أنهم أكثر اضطهاداً، وخاصة اليهود العراقيين الذين لا زالوا يحبون بلدهم العراق ولم يتخلوا عن تراثهم الشعبي لذلك أنا أتعاطف معهم كثيراً.

كما كانت هناك العديد من المشاركات التي صب حديثها بنفس ما قد طرح من أفكار وتعاطف مع هذه المكونات التي يكاد أن ان يفرغ  العراق منها.

وقد خلصت الطاولة إلى ما يلي للخلاص من تبعات هذه السياسة المقيتة وهي:

  1. بناء دولة وطنية ديمقراطية تضمن الحوق العامة لجميع المواطنين.
  2. إقرار دستور يحدد الضوابط والحقوق والواجبات وضمان أمن المواطن.
  3. دستور موحد والتخلص من كل الصفات الدينية، فالدين لله والوطن للجميع.
  4. استقلال القضاء والمحاكم، حتى يشعر المواطن بالأمان.
  5. الهجرة حرية الحقوق المدنية. لذلك فلا يمكن إيقاف الهجرات.