اقامت تنسيقية التيار الديمقراطي / جنوب السويد بالتعاون مع الجمعية الثقافية العراقية ، حفلاً تأبينيا بمناسبة ذكرى اربعينية شاعر الشعب ابو خلدون ، على قاعة الجمعية الثقافية العراقية التي ازدانت بالشموع والازهار ، تتوسطها صورة كبيرة لعريان هدية من الفنان يوسف عكار.

ازدحمت القاعة بالجمهور الذي توافد متحمساً محباً لهذا الشاعر الكبير الذي احتضن قلبه العراق، من شماله لجنوبه ، وعاش في شغاف قلبه على الدوام رغم الظروف الصعبة والمعاناة التي عاشها من جراء شعره الوطني  ومواقفه المبدئية الجريئة التي ما  حاد عنها يوما .

في بداية الحفل رحبت عريفة الحفل السيدة جنان بالحضور الكرام، معلنة اننا الان امام قامة شعرية قد تربعت على عرش الشعر بامتياز، لذلك فهو يستحق ان يكون اشعر العراقيين جميعا. وعلينا ان ننحني في ذكراه الاربعين اجلالا واكراما واعترافا بما قدمه للثقافة العراقية  وللشعر بالخصوص من ابداعات وما احتواه من مواقف وطنية قل نظيرها.

ابتدأ الحفل بكلمة اللجنة التنسيقية للتيار الديمقراطي في جنوب السويد والتي القتها الزميلة نيران وجاء فيها ما يلي --

عريان السيد خلف قصة وطن ، سنين من الكفاح الذي لا يختلف عليه اثنان ، لذلك استحق بحق ان يكون رمزا وطنياً من رموز الثقافة الوطنية العراقية ، حاملاً هموم شعبه ووطنه محلقاً بها الى قلوب ابناء شعبه من الكادحين والفقراء والمحرومين ، وبذلك كانت قصائده بلسما لجراحات المناضلين ضد الظلم والحالمين بوطن يحفظ للإنسان كرامته وحقه بالعيش الكريم .

ثم ختمت الكلمة بالقول :

لم تمت، ستبقى حياً يا ابا ايمان معنا ولنا في ذلك مثلا ، فها قد مضى اكثر من الف عام على رحيل المتنبي ومع ذلك فانه لازال حيا بقصائده  الحية بيننا 

ثم تطرقت الزميلة جنان  الى ابرز المحطات في حياة شاعرنا الكبير عريان السيد خلف ، انطلاقاً من العراق / الناصرية الى عموم الوطن ، حيث دخلت قصائده وشعره قلوب ابناء شعبه الطيبين دون استئذان وحفظت عن ظهر قلب ، لأنها لامست وجدان ومشاعر ابناء شعبه وخاصة كادحيه وفقرائه.

تخلل ذلك مقاطع من شعر الشاعر الكبير عريان السيد خلف

بعدها تم عرض( قصائد بصوت الشاعر ابي خلدون عبر التلفاز الذي توسطت صورته خارطة العراق ) وبذلك جسدت عراقيته الوطنية وبانه فعلا وطن .

يا وطني الموشوم بالقنابل

يا وطن الاشجار والانهار والجداول

يا وطن الاديان والايمان والتساهل

يا وطن الاشعار والاصرار والتفاؤل

ثم اعلنت عريفة الحفل عن كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مالمو ، القاها الرفيق فاضل زيارة وجاء فيها – الى الشاعر والمناضل الكبير الذي كتب على شاهدة قبره --- لن اسكن هنا ، لأني مشغول بمحبة الناس والاشعار ووطني. الموت لا يشيخ، انه ولادة مستديمة، جميع المخلوقات تذهب الى الموت الا الانسان ، يذهب اليه الموت، لقد خطف الموت انسانا شاعرا له على كل لسان قصيدة او اغنية ، خطفه جسدا، لكنه لم يستطع ان يخطف هذا الحضور البهي الكبير من ذاكرة العراقيين الشعرية ، انه حضور الشاعر عريان السيد خلف ، الوطني حد النخاع والثابت على المبادئ حد الموت، انه حضور سيستمر طويلا ، اذن خاب فعل الموت مع عريان الذي اورثنا  ما يشعل الورق  ويلهب الاكف بالتصفيق، ويمنح الروح بعدا سماويا.  لا رثاء يا علم العراق ولا رثاء يا تل الورد، المراثي للأموات وانت لم تمت ايها الوطني يا صاحب الحضور الدائم.

فيا صياد الهموم، لم يكن رحيلك سوى مرحلة من مراحل حياتك، فشعرك مازال نابضا يوزع الحياة وسيستمر بهذا الطريق ، ا و لست انت من علمتنا  ( هلبت مات جيفارا ) لذلك اسمح لنا يا ابا خلدون ان نرفع كل المفردات ابتهاجا بولادتك الدائمة ايها الفجر والقصيدة،  و يامن اعطيتنا درسا في الوطنية والحب والطيبة والجمال، ايها الصياد الشيوعي البارع الذي اختاره النواب ليضل الحارس الامين للقصيدة البيضاء . يا عريان يا قمر الديرة ، نم هادئا فنحن نسهر، ويا اهلنا المحتفين بالقمر و يا تيارنا الديمقراطي في جنوب السويد ويا جمعيتنا الثقافية العراقية في مالمو و يا حزبنا المقدام، سلاما ومجدا لكم وللأوفياء كافة، سلاما لكم وسلام عليكم.

بعدها تقدم الشعراء ليساهموا بهذه المناسبة لشاعر أحب الناس وأحبوه

كانت البداية مع العزيز المسرحي علي ريسان الذي اتحف الحضور

بصور شعرية ممسرحة اكد فيها هذا الترابط بين عريان والبسطاء وهذا الحب السرمدي الذي يبقى خالدا مع الايام وتتعمق جذوره .

ثم تلاه الشاعر احمد من الدنمارك  ليؤكد في مقاطعه الشعرية هذا التأصيل في شعر عريان ومنبعه الانساني وقربه للناس ومعاناتهم  فهو قد حب ابناء شعبه حبا غريب الاطوار ، مؤكدا في شعره قامة عريان التي لم تنحني امام كل الاعاصير والرياح الصفراء .

ثم مساهمة العزيز فراس الغريب/ مالمو  التي كانت بعنوان ( من والى عريان )

كان بالشعر عريان ياما كان

صوت الكل فقير بوجه ظالم كان

شاهد على العصر لا ما تراجع يوم

صياد الهموم وطيبة العنوان

ما غره الحجي بشفاف المحبين

ولا همه اللي باع الضمير وخان

تل الورد هو وعطره حب الناس

ثم جاء دور الشاعر أبو نغم  حميد مطلب  / السويد ليساهم بقصيدة نقتطع منها :

يا عريان كل هذا العشك شلته ومشيت بساع

عشك الارض عشك الناس عشك الناصرية

ام الزلم السباع

انت اللي نذرت الروح

انت اللي تحديت اليبيع الكاع

وانته الحشمت بالناس كاع مظفر وعريان

كاع اجدادنا الطيبين  ما تنباع

ابو ايمان

يا فارس شعر تتباها ربعك بيك

ياغم المنايا الخطفتك وتريدنه ننعيك

لجن ياحيف

ياحيف اغم الموت من ياخذ بلايا وداع                                                       

ثم ختم الشاعر اشتي من الدنمارك بقصيدة ممسرحة بصوته الشجي

بعنوان بكائية نهر الغراف :

يزحف جرف الغراف الى وسط النهر

فأراك هناك في قيظ الجلعة

تلقي الجسد المتعب بين القيظ وبين مياه الغراف

تسبح منتشياً ببرودة ماء النهر

فيرتفع الصوت غناء غجرياً

( ترف كلبي اعله طاريك ولعباك

يزاجي المنكشف ثوبك ولعباك

طيش الناس من تلعب ولعباك

لعب مزيون خالي من الردية )

لكن النهر يجر بيارق حُزنك اشرعة مجدولة للحب .....

( لو ذيج الليالي تعود

ولو شطنه الجزر صهيود

خنياب ويرد صيهود

جاكتلك يهل الغراف ماتغسل كلوب السود )

جاءت الى الحفل برقيات هنات تنسيقية التيار بإقامة هذه الاحتفالية بذكرى اربعينية الشاعر الكبير عريان السيد خلف

ومنها -- رابطة الانصار ، رابطة الديمقراطيين العراقيين ، رابطة المرأة العراقية ، الجمعية الثقافية المندائية في لوند .

 وفيِ ختام الاحتفالية شكرت الهيئة التنسيقية للتيار الديمقراطي  الحضور وكل من ساهم في انجاح الحفل .

الهيئة التنسيقية للتيار الديمقراطي / جنوب السويد

الجمعية الثقافية العراقية / مالمو

20/1/ 2019 مالمو