ضيّف اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة بابل، الخميس الماضي، الفنان التشكيلي الرائد سمير يوسف الذي تحدث في أمسية فنية عن "تاريخ فن الكاريكاتير وتطوره".

الأمسية التي احتضنتها قاعة الاتحاد في مركز مدينة الحلة، حضرها جمع من الأدباء والمثقفين والفنانين والإعلاميين والمهتمين في الشأن التشكيلي، فيما أدارها الفنان التشكيلي عماد الربيعي، الذي وصف الضيف في مفتتح حديثه، بأنه "من الفنانين البارزين في مجال الفن التشكيلي، وهو عنوان مهم لذلك الفن في بابل بشكل خاص، وفي العراق بشكل عام".

وأضاف قائلا ان الفنان يوسف قامة فنية تركت بصمة على مستوى الفن التشكيلي، وانه قدم إنجازات ومساهمات واسعة في هذا الإطار.

بعد ذلك شرع الضيف في الحديث عن تاريخ فن الكاريكاتير، وبدايات ظهور هذا الفن وتطوره،   مبينا ان الكاريكاتير ظهر في البداية في فرنسا، ثم في إيطاليا، حتى وصل إلى الوطن العربي من خلال جمهورية مصر العربية، التي كانت تصدر فيها مجلات وصحف كثيرة تنشر رسوم الكاريكاتير، أبرزها "روز اليوسف" و"صباح الخير".

وأضاف يوسف أن عمق الفن في مصر، ترك أثرا واسعا على الدول العربية، لافتا إلى ان فن الكاريكاتير انتشر في العراق بداية، ابان عهد الوالي العثماني مدحت باشا، وأن أول صحيفة عراقية  اهتمت في نشر الكاريكاتير هي جريدة "حبزبوز".

متابعا قوله ان الجريدة المذكورة كانت تنشر صور ورسوم كاريكاتير لفنانين عراقيين، وانها كانت تطبع تلك الصور في مصر، مستذكرا العديد من فناني الكاريكاتير الذين ظهروا في بغداد، أبرزهم الفنان مؤيد نعمة، والفنان غازي الرسام الذي تميز بأسلوبه الواضح في الرسم، وفي تركيزه على ما يتعلق بالحياة العراقية، فضلا عن تجسيده الأغنيات المعروفة والشعر الشعبي في رسومه.

ولفت الضيف في حديثه إلى ان فن الكاريكاتير لم يقتصر في بداية انتشاره على بغداد، بل انتشر في المحافظات أيضا، ذاكرا أبرز المجلات التي كانت تنشر الرسوم الكاريكاتيرية في ذلك الحين، أمثال "الفكاهة" و"المتفرج"، ومستذكرا في الوقت ذاته أبرز من نشر رسومه في تلك المجلات، ومن بينهم الفنانون فائق حسن ونزار سليم وحميد المحل.

وانتهى الفنان سمير يوسف في حديثه مشيرا إلى ان وزارة الثقافة بعد ثورة 14 تموز 1958، أخذت على عاتقها نشر رسوم الكاريكاتير في مجلات وصحف معنية بالأطفال، مثل مجلتي "المزمار" و"مجلتي"، ومجلة "تموز" التابعة إلى جريدة "الجمهورية".