ضيّفت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة المثنى، عصر السبت الماضي، الشاعر المغترب نجم عذوف، الذي تحدث عن تجربته الشعرية ووقع ديوانه الجديد الموسوم "مراثي الفراشات"، وسط جمع من الشيوعيين والأدباء والمثقفين ومحبي الشعر.

أدار الجلسة التي احتضنتها قاعة اللجنة المحلية وسط مدينة السماوة، الشاعر عامر موسى الشيخ، الذي قدم سيرة المحتفى به المولود عام ١٩٥٦ في السماوة، مبينا انه كتب الشعر مبكرا، وكان رافضا لسياسة النظام الدكتاتوري المقبور، ما دفعه للجوء إلى ممارسة سلوك "العبث"،  والإدعاء بالجنون.

وأضاف قائلا ان "جنون عذوف كان عقلا، وكان يمثل الحلم المرتل الذي يبعث في النفس الحزن"، مبينا ان الأسلوب الشعري للضيف ينتمي إلى جنس قصيدة النثر الحديثة، التي انطلقت في البيئة العراقية بعد أن تأثرت كثيرا بمجريات الأحداث التي مر بها العراق بشكل خاص، والوطن العربي بشكل عام.

وشهدت الجلسة مداخلات نقدية عن منجز الضيف، ساهم فيها عدد الحاضرين، كان بينهم القاص احسان ابو شكاك، الذي أوضح في مداخلته أن تجربة عذوف في كتابه القصيدة النثرية "اتسمت بصور شعرية رائعة. فكانت بحق اجمل مراثي لشاعر عاش الصعلكة وامتهن القلق والخوف من المجهول، على اعتبار انه كان هاربا من الخدمة العسكرية في أيام النظام السابق".

واضاف أبو شكاك ان عذوف يسعى إلى بناء مجد أدبي يشار له بالبنان، وكذلك إلى إيجاد نظرة شاخصة للحياة من أجل الفقراء والمظلومين، وفي سبيل التحرر من العبودية والطغاة.

فيما ألقى الفنان فيصل جابر، الضوء على مواهب الشاعر الضيف في التمثيل والغناء، مشيرا إلى انه "يمتاز بالقدرة الفائقة على أداء الأدوار التمثيلية بكل دقة وابداع، وانه كان مطربا يغني الأطوار الريفية الجميلة، لكن الشعر أخذه من كل ذلك، فابتعد عن الغناء والتمثيل، وضيع الكثير من الفرص التي لو استغلها لأصبح فنانا معروفا".

بعد ذلك تحدث الضيف عن تجربته الشعرية، وعن غربته التي عاشها في النرويج، مبينا انه بالإضافة إلى كتابته الشعر، امتهن أعمالا عدة من أجل أن يعيش في هذه الحياة "الحياة التي علمتني الجمال والحب والصعلكة. فعشت الغربة لأنني كنت رافضا للدكتاتورية، واخذتني هذه الحياة إلى منافٍ عدة، حتى استقر بي الحال عام 2000 في النرويج".

وتحدث  عذوف عن ديوانه الشعري الجديد "مراثي الفراشات"، موضحا ان الفراشات تعني الجمال، ومضيفا قوله ان قصيدة النثر استهوته، كونها قصيدة عقلانية تنتمي إلى فكر عقلاني "وهي عبارة عن صور لا مرئية يجب على القارئ أن يفككها لكي يفهم معانيها" – على حد قوله.

وفي سياق حديثه أعرب الضيف عن شكره إلى الحزب الشيوعي العراقي الذي احتفى به بعد عودته من النرويج، في الوقت الذي لم تحتف به أي مؤسسة ثقافية، مؤكدا انه "تعلمنا من الحزب الشيوعي الثقافة والقوة والصبر".

وبعد أن وقع عذوف نسخا من ديوانه الجديد ووزعها على الحاضرين، قدم له سكرتير اللجنة المحلية الرفيق خالد أحمد، شهادة تقدير باسم اللجنة المحلية.