غالي العطواني
ضيّف الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، الثلاثاء الماضي، المخرجين المسرحيين ظفار المفرجي وطلال هادي، اللذين قدما شرحا مفصلا حول تجربة "المسرح البديل" في العراق، التي استحدثت خلال الفترة الأخيرة لتكون بديلا عما يطلق عليه "المسرح المبتذل".
حضر الجلسة التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس، حشد من الفنانين والمثقفين والأدباء والمهتمين في الشأن المسرحي، بينما أدارها رئيس الملتقى د. صالح الصحن، الذي دعا الحاضرين في البداية إلى الوقوف دقيقة صمت حدادا على رحيل شاعر الشعب عريان السيد خلف.
ثم عرّف د. الصحن بموضوعة الجلسة، متسائلا عن سمات "المسرح البديل" وخصائصه في خضم الفوضى التي يمر بها المسرح العراقي.
من جانبه تحدث المخرج ظفار المفرجي عن طبيعة "المسرح البديل" وسماته، مشيرا إلى انه يتمتع بسمات عديدة، ويهدف إلى استبدال الكثير من الظواهر السلبية التي يشهدها المسرح اليوم، والمتمثلة في الكلام البذيء والرقص المبتذل والغناء الهابط خلال العروض المسرحية.
وبيّن ان هذه الظواهر السلبية تؤدي إلى ابتعاد جمهور العائلة عن المسرح، مضيفا ان وظيفة المسرحيين اليوم، يجب أن تتمثل في الدفاع عن انتمائهم الى المسرح الرصين، والبحث عن البديل المنطقي للمسرح المبتذل، من خلال رفد المسرح بقصص تهم الجمهور المستهدف، وتساهم في التحول الى المستوى الشعبي الذي يخص موروث الفئات الاجتماعية وحياتها، وما يتعلق بهمها اليومي.
وتطرق المفرجي الى المسرح الشعبي، مشددا على أهمية استخدام اللهجة العراقية الخالية من المفردات المناطقية غير المفهومة للآخرين، وعلى اختيار مفردات لا تخدش الحياء العام احتراما للعائلة العراقية.
ثم استذكر رواد المسرح الشعبي العراقي، امثال د. عوني كرومي وسامي عبد الحميد ويوسف العاني وفاضل خليل.
بعد ذلك تحدث المخرج والكاتب المسرحي طلال هادي، عن "المسرح البديل"، معتقدا ان المعالجات التي طرحت في الجلسة، غير كافية، ما يتطلب توسيع مناطق الاستبدال إلى نص العرض ومتواليات خط الزمن في العرض المسرحي، وذلك عبر تضمين العمل أمورا عديدة مهمة، من بينها "ادارات اخراجية" من المسرح الملحمي مثل المناظر المتحركة والمحررة والمعلقة، فضلا عن توظيف تقنيات المسرح الوثائقي والتسجيلي والملحمي ووسائل التجريب والتقنيات المسرحية المتنوعة الأخرى التي يمكن استخدامها، كأجهزة الدخان والثلج.
وأوضح هادي ان الجميع مدعو الى مسرح شعبي مشابه للمسرح الذي عمل فيه الرائدان إبراهيم جلال ويوسف العاني، والذي قدم أعماله في أوساط عمالية وفلاحية وتقدمية، كما حصل في ألمانيا الاشتراكية، حينما ظهر "مسرح برشت" التعليمي و"المسرح الملحمي"، مضيفا ان العراق شهد تجارب مسرحية مهمة، من بينها تجربة "فرقة المسرح الفني الحديث"، التي قدمت أعمالا مبنية على أساس ملحمي – شعبي، كمسرحية "النخلة والجيران".
وتابع قائلا ان من بين التجارب المهمة أيضا، تجربة "فرقة المسرح الشعبي"، التي قدمت مسرحية "الإنسان الطيب" للمخرج عوني كرومي، و"فرقة مسرح بغداد"، التي قدمت مسرحية "الخيط والعصفور"، موضحا ان كل تلك الأعمال كانت على نحو ملحمي – شعبي. ولفت هادي إلى ان هذا الخط في المسرح العراقي، انطلق على أيدي الرواد إبراهيم جلال وعوني كرومي وقاسم محمد، الذين قدموا تجارب لا تزال راسخة في ذاكرة المسرح.
وتخللت الجلسة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، وعقب عليها الضيفان بإسهاب.
وفي الختام قدم رئيس الاتحاد الباحث ناجح المعموري، لوحي الجواهري إلى الضيفين ظفار المفرجي وطلال هادي.

عرض مقالات: