طريق الشعب
اختتمت الأسبوع الماضي في بغداد، ورشة تدريبية بعنوان "دور الإعلام في مكافحة الفساد"، نظمتها "مؤسسة نما" للتدريب الإعلامي، بإشراف النقابة الوطنية للصحفيين في العراق.

الورشة التي استمرت ثلاثة أيام، وشارك فيها 11 صحفيا وصحفية، حاضر فيها الصحفي والكاتب السياسي مازن صاحب الشمري، الذي عرّف المتدربين في يومها الأول، بالأجهزة الرقابية الرسمية المتمثلة بديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة ومكاتب المفتشين العموميين، ولجنة النزاهة في مجلس النواب، ومكتب مكافحة غسيل الأموال في البنك المركزي، فضلا عن المؤسسات الرقابية غير الرسمية التي تشمل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني.
وأشار المحاضر إلى ان "دور الاعلام في مكافحة الفساد المجتمعي والسياسي والاداري، يكمن في كشف المستور بعيداً عن التشهير، ونشر الوعي الثقافي من اجل توجيه الرأي العام صوب مكافحة الفساد، بالاضافة الى متابعة الاجراءات الحكومية الخاصة بمحاربة الفساد، للوصول إلى حل نهائي وجذري للمشكلة".
ودعا الشمري الصحفيين الى "تناول اخبار الفساد بمصداقية وموضوعية، من اجل كشف الممارسات الادارية الفاشلة التي انتجت الفساد". ثم تطرق الى عمل الأجهزة الرقابية الرسمية، ودورها في مكافحة الفساد والقضاء عليه بناء على الدستور والقوانين التي كفلت ذلك، مقترحا ان تدعم السلطات الثلاث (التشريعية، التنفيذية والقضائية) الاعلام من اجل خلق جو متكامل للقضاء على الفساد "الذي لا يتحقق إلا من خلال اعتماد المؤسسات الاعلامية على المواقع الرسمية".
وفي اليوم الثاني من الورشة، تناول الشمري الخطوات الأولى لبناء التحقيقات الاستقصائية، والنقاط الأساسيّة في كتابة قصّة موثوقة، معرفاً الصحافة الاستقصائية بأنها "مادة صحفية قائمة على أسس منهجية يستخدمها الصحفي للحصول على المعلومات، من خلال سلوك منهجيّ مؤسساتي صرف، يعتمد على البحث والتدقيق والاستقصاء حرصًا على الموضوعية والدقة".
ولفت، الى ان "بعض القنوات التلفزيونية تستخدم التضليل الاعلامي من خلال اعتماد الانتقائية في اختيار بعض الكلمات والحقائق والاقتباسات والمصادر، والتعمد في تجاهل حقائق ووقائع، وعدم التعاطي معها بشكل مهني ومتوازن، واستخدام العناوين والمقدمات الخبرية التي تعتمد المبالغة وتضخيم الامور بشكل غير منضبط، وتضليل الجمهور بإحصائيات واستطلاعات رأي غير حقيقية.
أما في اليوم الثالث والأخير من الورشة، فقد ساهمت التدريسية في كلية الإعلام بجامعة بغداد، د. إرادة الجبوري، في الحديث عن اهمية الالتزام بأخلاقيات ومعايير الصحافة والإعلام. كما تحدثت عن الإعلام الالكتروني مشيرة إلى انه "يزخر بالأخبار والمعلومات والصور والتسجيلات المزيفة، التي تهدف الى تأجيج المواقف".