جمعي في بيت عراقي كريم ، وبالصدفة، لقاء مع مجموعة من العراقيين التقيهم للمرة الأولى. هم من فئات عمرية متباينة، نساء ورجالا .

تشعب الحديث  وذهب في كل الاتجاهات، وتناول مواضيع شتى ، ولكن كالمعتاد هيمنت السياسية على المشهد وتطايرت في أجواء اللقاء مفردات وكلمات منها: الفساد الطانب، الكهرباء ، قلق كبير بشان رواتب الموظفين  والمتقاعدين، البطاقة التموينية، فشل الحكام منذ ٢٠٠٣ وعدم كفاءة الكثير منهم، السلاح وتغول فصائل مسلحة  ومليشيات، الانتخابات والموقف منها وتشكيك في إمكانية ان تحدث تغييرا واسعا، التهريب بانواعه   وخصوصا النفط، ناقلين قصصا عن ذلك اشبه بالخيال ، تساؤلات وحسرات بخصوص  الزراعة والصناعة ويجزمون بوجود ايادي مخربة وراء تدهورها، كورونا وعدم الاطمئنان الى ما يعلن رسميا من نتائج عنها، استغلال المناصب، الأراضي والعقارات والاستيلاء عليها عنوة من دون  رادع، احتكار التوظيف لجماعات معينة  متحاصصة، التعبير عن حالة من القلق  وعدم الاطمئنان الى المستقبل وخشية من انفلات الأوضاع وذهاب البلد الى الفوضى.

بعضهم لا يريد حتى ان يتذكر أيام  ٢٠٠٥ - ٢٠٠٨ العجاف وما حصل فيها ويمني النفس ان لا تعود ولا تتكرر.

وفسحة  كبيرة من الحوار  دارت حول سعر صرف الدينار واثاره الكبيرة على محدودي الدخل والكسبة ومن يعيش من كدحه اليومي ، وان ذلك يأتي في وقت انكماش اقتصادي وأزمة مالية  وقلة او انعدام فرص العمل، وان توفرت وظائف  فتحتاج الى واسطة او شراؤها  بمبالغ كبيرة ، فوق طاقة  عموم الناس الا القلة التي تكاد تحتكر كل شيء. وبين كلمة وأخرى يبرز تساؤل كبير يقول: اين الدولة ؟ وأين  الحكومة .

 وعند  الحضور متابعتهم الخاصة وتقديراتهم   للقوى والكتل السياسية، جميعها من دون استثناء حتى تشعر ،وانت المتابع، ان الناس تعرف تفاصيل التفاصيل (وتتفاجأ عندما يعزز القول بوثائق).   رغم كل هذه الصورة تلمس تعاطفا كبيرا وواسعا  مع المنتفضين والمحتجين  وتحميل الحكومة وقوى منفلتة مسؤولية الاغتيالات وتصفية المشاركين في الحراك الاحتجاجي وعجز مؤسسات الدولة عن حماية المواطنين، بل تحدثوا عن اشكال من الدعم قدموها للانتفاضة وهي في ذروتها قبل ان تمتد ايادي الغدر لتشتيت  قواها.

وفِي هذه الجلسة كانت هناك  حديث أيضا  عن الحزب الشيوعي العراقي والشيوعيبن، رغم عدم إشارة أي منهم الى انتماء تنظيمي اليه الان.  فالشيوعيون، مع العتب طبعا الذي شمل  هذا الجانب او ذاك، كما قالوا: 

- لم  تتلطخ اياديهم بدماء  المواطنين العراقيين .

- اياديهم نظيفة وبيضاء ولَم تتلوث بالسحت الحرام .

- المسؤولون منهم كانوا قدوة  في النزاهة والإخلاص والكفاءة

- هم صادقون مع انفسهم ، ومع الاخرين.

- لا يكذبوا على الناس  او يقدموا الوعود الطنانة.

- متعففون  عن المناصب ومواقع المسؤولية.

- بساطة مسؤوليهم ، بلا حمايات، ولا سيارات رباعية الدفع.

-  حريصون على ما يلتزمون به،  وتاريخهم يشهد على ذلك فليس فيه خلف للوعود ونكث للعهود.

- ضحوا وقدموا الشهداء من اجل الشعب

- حقا اثبتوا بانهم يحترمون الناس ومعتقداتهم وشعائرهم.

- وجودهم يبعث على الثقة والتفاؤل والامل

والان اضيف الى ما قالوه بان الشيوعيبن جديرون بالثقة على الدوام.

عرض مقالات: