عشية الانتخابات ويوم الحسم يزداد الامل في القدرة على التغيير ولنا في تجارب الشعوب امثلة، فهل ننسى مثلا المناضل الجنوب افريقي نيلسون مانديلا الذي خرج من السجن بعد سبعة وعشرين عاما ليكون ملهما لشعبه مطالبا بالتغيير عبر اليات سلمية لتكون ثورته النهضوية في استمالة قلوب الجماهير وصناعة حلم التغيير المرتجى فخاطب مواطنيه قائلاً: "ان بلادنا المنكوبة تنتظركم ايها الصامتون..  ستكون بلادنا اكثر روعة وجمالا عندما تقررون انتم ذلك, اذهبوا للمشاركة في الانتخابات وكونوا جديرين بحبها.."  وانهى حديثه بالتأكيد: "اننا في هذا العالم ليس للبكاء والعويل والصمت على الظلم والقبول بالانكسار ,, نحن هنا لاشاعة قيم التسامح والعدالة والفضيلة وترسيخ مبادى حقوق الانسان ومواجهة طوفان التخلف بالانتصار الى الفقراء."  نعم انه المناضل مانديلا الذي ناصره الشعب لانه كان صادقا وحقيقيا , ولانه رفض الذبول في السجن , فكان علامة مضيئة للنضال.

 ونحن اليوم نستذكره قبيل الانتخابات لنجدد ذلك التعبير والتوجه الاخلاقي متخذين من نهجه التصحيحي وسيلة للتنبيه الى خطر الذبول والانكسار. نحن نلتقي كل يوم بإعداد كبيرة من العراقيين اثناء تجوالنا اليومي ضمن حملتنا الانتخابية , نقرأ في عيونهم رغبة في التغيير, نقرأ فيهم ذلك العزم على توحيد الخطاب لأجل رفعة شأن الانسان والوطن عبر قوانين عادلة , وشخصيات نزيهة تلتزم معايير المهنية في ادارة مؤسسات البلاد. لذا لا يمكن تغافل ذلك الاصرار وتجاهل ذلك الحلم , فكل ثورات التغيير الجذرية تبدأ بحلم  , ولم تبق الا ساعات على تحقيق حلمنا المشترك برؤية وطننا اكثر بهاء واشراقاً , لنكرر : نعم نحن قادرون  على التغيير، فاننا اصحاب الضمائر الانسانية المحبة للخير والجمال, فنحن نحترم تاريخ نضال ابائنا ورفاقنا، وخرجنا من أتون الحروب والسجون معمدين بحب الوطن والناس.. ولاننا نرفع أصواتنا بنشيد الحياة .. حياة الكرامة والتقدم.

وما هي الا ساعات تفصلنا عن معركة تحديد المصير, تفصلنا عن رسم مستقبل العراق الذي نحلم , أصواتنا التي سندلي بها في صناديق الاقتراع ستكون حتما السلاح الحقيقي في انهاء التخلف وغياب هيبة الدولة , وبداية ربيع التضامن الإصلاحي الهادف الى تكريس أهداف المواطنة المثلى واحترام مبادئ حقوق الانسان واعلاء فكرة الوطن على كل المسميات، ليكون هو الضامن لبقائنا متوحدين قادرين على الحب والعمل والغناء, قادرين على  اعادة الالق لعراقنا الذي نتمنى .