تشكل الكثافة السكانية في عموم المحافظات، وفي بغداد خصوصا، ظاهرة غير مسبوقة. فقد وصل مجموع الولادات السنوية إلى قرابة المليون، تضاف إليها الهجرة المعاكسة المستمرة من القرى والارياف الى المدن بحثا عن عمل، الأمر الذي تسبب في خلل ديموغرافي أدى إلى مشكلات اجتماعية وامنية وادارية و خدمية، بما فيها أزمة السكن الخانقة.
الغريب في الامر، هو اننا نجد المئات من العمارات السكنية القديمة، خالية من النزلاء، في الوقت الذي تشتد فيه أزمة السكن. وبالرغم من ان عددا غير قليل من تلك العمارات متهالك وآيل للسقوط، إلا أن الغالبية لا تزال هياكلها متينة، ما يعني ان بالإمكان ترميمها بمبالغ معقولة، ليسكنها من لا سكن له.
خير مثال على ذلك، العمارات المهجورة المنتشرة في منطقتي الباب المعظم وساحة التحرير، فضلا عن العمارات المطلة على شوارع الرشيد والجمهورية والكفاح والشيخ عمر، ومعظم مناطق مركز بغداد المزدحمة بالسكان. كما أن هناك عمارات حديثة عدة، متروكة وبناؤها غير مكتمل.
ان على الدوائر المعنية متابعة مشكلة الكثافة السكانية وأزمة السكن، للوقوف على مسبباتها ولمعالجتها، وذلك مثلا عبر تقديم السلف المالية لمالكي العمارات وفق شروط وتعهدات، كي تتحقق نتائج إيجابية تصب في مصلحة المواطن ومالك العقار، والدولة أيضا، باعتبارها ستحقق فوائد من السلف.
نأمل ان يحصل ذلك، على أن تؤخذ جمالية المدينة والذوق العام بنظر الاعتبار.