"عندما ينام العقل تستيقظ الوحوش".. كم هو قول رائع وحكيم ينطبق الى حد كبير على ما جرى في بلادنا الحبيبة، عندما نوّمت بعض القوى قطاعات غير قليلة من شعبنا تنويماً ليس مغناطيسياً ولكنه تنويم مذهبي وقومي وعشائري وديني ومناطقي ان صح التعبير، مستغلة اوضاعاً نفسية خاصة لابناء شعبنا.
لكنهم سرعان ما عرفوا اللعبة جيداً حين شاهدوا الوحوش بمختلف اشكالها والوانها واطيافها وازيائها تسرح وتمرح في بلادنا الحبيبة، تسرح وتمرح معها مافيات الفساد المالي والاداري والسياسي القديمة والحديثة. نعم عرفوا اللعبة جيداً عندما تاجر البعض بالاهداف والبرامج والشعارات الزائفة، عرفوا اللعبة جيداً عنما تاجر البعض بعواطف المواطن المذهبية والدينية وكاد ان يقود البلاد الى حرب اهلية لا تبقي ولا تذر.
حصل كل ذلك عندما نام العقل لفترة قصيرة وقصيرة جداً. لكن ها هو العقل العراقي الواعي والمبدع يستيقظ ليلقن وحوش الليل والنهار، وحوش النفوذ والجاه والمال، درساً لن ينسوه ابداً بطريقة حضارية وقانونية، عندما يصوت شعبنا العظيم في الانتخابات القادمة ويقول كلمته الحاسمة: نعم لاصحاب العقول النيرة المخلصة المبدعة المثقفة المتحضرة، نعم لا بد ان يقول كلمته الحاسمة. لقد قالوا وقالوا وقالوا ان هذا العام سيكون عاماً للاعمار، ولم نشهد اي اعمار، وقالوا ان هذا العام سيكون عاماً لمكافحة الفساد المالي ولم نشهد سوى انتشار سرطاني للفساد، وقالوا ان هذا العام سيكون عاماً لتصدير الطاقة الكهربائية ولم نشهد سوى استيراد للطاقة الكهربائية، وقالوا ان هذا العام سيكون عاماً لمكافحة الارهاب ولم نشهد سوى سيطرة الارهابيين على حوالي ثلث مساحة العراق. وتمر الاعوام والاعوام وتظل الاقوال مجرد هواء في شبك، فهل سيرد شعبنا العظيم على كل ذلك ويقول كلمته الحاسمة في الانتخابات، لتكون افضل الاقوال على الاطلاق واسرعها تنفيذاً؟ وليعلن للعالم اجمع بان الشعب العراقي ان قال فعل، وسيفعلها حتماً حين يتوجه الى صناديق الاقتراع لينتخب خيرة بنات وابناء الشعب العراقي، الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل بناء عراق ديمقراطي مدني حضاري، يوفر الخبز والكرامة والحرية لجميع المواطنين.
نعم، سيفعلها شعبنا حتماً ويقول نعم نعم لتحالف (سائرون) نعم نعم لتحالف (سائرون).