الاستقالة ثقافة وسلوك تسير عليها المجتمعات الواعية، ويعتمدها افراد وجماعات متخذين منها منهجا وموقفا واضحا وصريحا، خاصة عندما يفشلون او يقصرون في عملهم وادائهم الوظيفي.
إلا ان الملاحظ هو غياب هذا السلوك الحضاري، فما ان يحصل أحدهم على موقع وظيفي حتى يتشبث به بكل الطرق والوسائل ويعض عليه بأسنانه بكل قوة. وقد اعتاد الافراد على هذه الثقافة خاصة أيام الدكتاتورية واستمرت الحال خلال السنوات الست عشرة الماضية وحتى الساعة.
ورغم محاولات التغيير والإصلاح في كل بنى المجتمع إلا ان ذلك لم يتحقق ومنها القطاع الرياضي حيث تشبث قادة المؤسسات الرياضية بمواقعهم رغم فشلهم واخفاقهم بحجج شتى معتمدين على الولاءات الطائفية والقومية والعشائرية والمناطقية. دون مراعاة لمصلحة الوطن ورياضته. علما ان قطاع الرياضة فيه النجاح محكوم بالنتائج والأرقام وغيرها، وعلى الرغم من ان الدولة شرعت في دستورها الجديد مادة للرياضة، وشرعت قانونا خاصا لرواد الرياضة، الا ان الحال لم تتغير في القطاع الرياضي بل زاد سوءاً.
وهنا نجد ان قادة الرياضة في الأندية والاتحادات الرياضية، وفي قيادة الهرم الأولمبي ظلوا متشبثين بمواقعهم رغم نتائجهم السلبية وخسارات فرقهم الرياضية والعابها في جميع المجالات، إضافة الى الفساد الاداري والمالي، واحالة البعض منهم الى المحاكم المدنية وإصدار الاحكام القضائية بحق هذا المسؤول الرياضي او ذاك.
اننا نؤكد على ان الرياضة وسط شفاف وقادر على رعاية الشباب وتكريس القيم الوطنية والأخلاقية والتربوية، وعليه نؤكد ضرورة الاهتمام بهذا القطاع واعتماد المبدأ الرياضي الذي سرنا عليه أيام شبابنا وهو (الرياضة: حب وطاعة واحترام). اذ لا بد للذين يعملون في القطاع الرياضي ومؤسساته ان يحترموا علمهم ويعطوه الجهد الكافي والمناسب من اجل الارتقاء بالرياضة الى اعلى مستوى وتحقيق أفضل النتائج. وان من يفشل او يعجز في تقديم العطاء المناسب فعليه ان يغادر الميدان ويعتذر عن تقصيره او فشله ويفتح الطريق امام غيره من الكفاءات والخبرات الجديدة.

عرض مقالات: