لم يحدث منذ التغيير حتى اليوم ان تلمسنا حصيلة حقيقية لوعود حكامنا. لذلك افتقدنا الصدقية، التي بددتها الخطابات المنمقة وغياب الدراسات المعمقة، حتى اصبحت اللامبالاة وعدم الاكتراث طاغيين في رد فعل الناس على رسائل الحكام وخطاباتهم.

لا تكاد تجد من يستمع الى الخطابات التي لا تغني عن جوع، وهي تتحدث عن استعدادات لنقل العراق خطوة الى الامام على طريق الاستقرار والبناء والاعمار، حتى انخفض دون ارادة منا سقف التوقعات من كل تحرك للحكومة، يعلن ان هدفه هو تحسين احوال الناس، والوقوف بوجه المحاصصة، ورفض الرضوخ لارادة الطغمة المتحكمة بالقرار السياسي انطلاقا من الانانية والمصالح الخاصة.  لهذا لم نبالغ في توقعاتنا من زيارة السيدرئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي للصين، التي بدأت الخميس ورافقه فيها وفد كبير رفيع المستوى، ضم   عشرة وزراء وستة عشر محافظا الى جانب عدد كبير من المستشارين والخبراء ورجال الاعمال.

لم نسمع شيئا عن نتائج مشاركة الوفد العراقي في أعمال المؤتمر العالمي للتصنيع، الذي التأم في الصين وشارك فيه رؤساء من مختلف أنحاء العالم. وفي النهاية ما هو المنتج الذي يمكن للعراق عرضه الى جانب منتجات كبرى الشركات العالمية؟ فالعراق بلد الرافدين يستورد اليوم الماء، وهو بلد النخيل لكنه يستورد التمر، وهو من تكتنز ارضه بحار النفط ويستورد المشتقات النفطية، كذلك يستورد الغاز فيما يحرق الكميات الهائلة من الغاز المصاحب للنفط المستخرج، وهو بلد الشمس دائمة السطوع ويستورد الكهرباء! وفيه تتوفر اغلب انواع السياحة لكنه لا يستثمرها لتنويع اقتصاده. انه بلد الخيرات الذي يعشعش فيه الفقر: رماله ثروة، ترابه ثروه، ماؤه ثروه، عقول بناته وابنائه ثروة .. لكن لا يتاح لأي من هذه العقول ان تدير هذه الثروات لتنزل سلاما وعيشا كريما على العراقيين.

يحط نظرك على الرسالة التي بعث بها السيد عادل عبد المهدي الى الشعب العراقي وهو  في طريقه الى الصين، فتقرأ: "أكتب هذه الكلمات ونحن في طريقنا إلى جمهورية الصين الشعبية في زيارة نريد لها أن تكون قفزة نوعية في العلاقات بين البلدين".

متى نشهد القفزة، سيادة  رئيس الوزراء؟ وانت بيّنت ان لا وقت لدينا لنبدده، واردفت: "ان الوقت لا يسمح بالانتظار طويلا وتضييع الفرص، فنحن بحاجة إلى قرارات مدروسة، وسريعة، ومباشرة"!

بالملموس، ماذا تحقق من هذه الزيارة؟ هل هناك اتفاقيات تم عقدها؟ وكيف تُنفذ والفساد يتربع على عروشه في ادارة الدولة؟ فيما يتم قتل ايّ تحدٍ يتصدى للفاسدين!

لا ندري حتى الآن..

ونتمنى ان لا نجد انفسنا نستعيد المثل المعروف: عاد بخفي حنين!

عرض مقالات: