يتابع الكثير من المتقاعدين الاخبار المحلية وخاصة فيما يتعلق بشأن منح السلف من قبل المصارف الحكومية، لهذا السبب تجد المئات منهم يتردد على المصارف ولفترة تمتد اياما واسابيع وربما اشهر، ما بين متقاعد يرغب في التقديم لطلب السلفة وآخر قدم ويتابع شؤون معاملته بعد ان وفر الشروط المطلوبة لمنح القرض بالإضافة الى المستمسكات،  ومتقاعد اخر ينتظر ظهور اسمه في "قائمة الفرج"، علما ان مبلغ السلفة حسب اعلانات ادارات المصارف المعنية تتراوح ما بين (٣) مليون كحد أدنى و(٨) مليون كحد أعلى، وتلك السلفة تمنح للمتقاعد الاصيل ولا تمنح لخلفه وتمتد فترة ثلاث سنوات بفائدة 7 في المائة سنويا، وقد تتضمن تعليمات وشروط فرعية اخرى خاصة بكل مصرف.

وبالرغم من كل تلك المصاعب والفوائد الكبيرة التي وضعتها ادارة المصارف امام المتقاعدين لمنحة السلف لكنهم يصرون عليها بسبب تردي وضعهم المادي ومبلغ القرض البسيط قد يساعدهم في العلاج وربما في ترتيب بعض المتطلبات المنزلية، ولهذا فهم مجبرون على طلب السلفة، وتجدهم يترقبون بحرص شديد عند صدور القوائم الخاصة بأسماء الوجبات من الوجبة الاولى الى الثانية الى ..... الخ، فيتأمل الذين لم يجدوا أسماءهم في القائمة بقولهم " لعله يكون في الوجبة اللاحقة" حيث تكون القوائم على شكل وجبات متباعدة بين قائمة واخرى تمتد لمدة شهر احيانا، وهكذا حتى يفرح سعيد الحظ بصدور المرسوم لمنحه القرض متمثلا في وجود اسمه في الجدول الملصق على باب المصرف، وربما يواجه المتقاعد عقبة عدم امكانية استلام السلفة حتى بعد ان يظهر اسمه في الوجبة لان عليه ان ينتظر مرة أخرى وبدون سبب يذكر.

وبعض متقاعدي احدى المحافظات الذين تأخرت أسماؤهم او الذين تأخر منحهم مبلغ القرض، وجدوا حلا للمعضلة باختصار الوقت بغية الحصول على السلفة، وهو دفع مبلغ معين لاحد زبانية المصرف "المنسق" وفي رقعة خارج موقع المصرف والحجة هنا  "مساعدة  المتقاعد"، عند ذاك يستطيع المتقاعد المحظوظ استلام السلفة بعد ان اعطى للوسيط مبلغا من المال يتراوح بين 200- 500 الف دينار، وبالتأكيد الوسيط يتقاسم المبلغ مع الموظف المختص، اما المتقاعد الذي يغفل عن دفع الاتاوة فهو سيئ الحظ والطالع حيث يبقى على الانتظار وكما يقال على "الشحن" اياما وليالي في انتظار ظهور اسمه في قوائم الفرج.

 ايها المسؤولون "اتقوا الله فينا نحن المتقاعدين لأننا على وشك الرحيل ولا نستطيع التحمل اكثر  وجلنا مرضى ومعاقين ورواتبا لا تكفي لتسد اجرة الرواح والمجيء كل يوم الى المصرف" كما قال احدهم.