حين وقفنا قبل سنوات مطالبين بأن يكون وزير الثقافة من الوسط الثقافي حصراً، وأصررنا على طلبنا، حتى أثمر، كنّا نريد أن يكون أي وزير من الوسط الذي يعمل فيه، لأنه سيكون قريباً، بل أشدّ قرباً من ناسه، وسينجح في عمله بالتأكيد.
هذا ما حصل ويحصل الآن بعد أن استلم حقيبة وزارة الثقافة واحد منّا، أديب وعالم أثار وعضو اتحاد الأدباء، بمعنى انه منّا وفينا، يعرف كل معاناتنا وما نحتاجه كمثقفين وبشتى الصنوف ــ أدباء، فنانين، آثاريين، صحفيين ــ لأنه أكثر الناس قربا منّا، بل إحساسا بنا، لهذا سعى ويسعى في مصلحة الثقافة، ويبحث عن آلية لإنجاح عملنا بشكل عام .
قبل أن يكون وزيرا عمل جاهدا على انضمام الاهوار إلى لائحة التراث الإنساني العالمي، وها هو الآن سعى أيضا إلى إدراج بابل على هذه اللائحة ونجح في مسعاه.
وبعد تسنمه الوزارة فتح أبوابه للأدباء والفنانين والصحفيين، وعمل على فتح قنوات بينهم وبين المسؤولين في الدولة، لتكون هناك أوراق عمل تصب في خدمة الثقافة العراقية بشكل كبير.
حمل بعضا من متطلبات دعم الأدباء والفنانين والصحفيين وطرحها أمام رأس الهرم الإداري في الدولة ليكون الجميع على علم بما يخص هذه الشريحة التي هي التراث الحقيقي للبلد.
ولأنه أديب، وعالم آثار يشعر بما تنبض به كل حجارة من أحجار هذا الوطن التي تحمل بين مساماتها حكايات وقصص وأشعار تقارب السبعة آلاف عام، صارت وجهته اتحاده، فظل يسعى الى إنجاح نشاطاته من خلال مساهماته الفعلية في بعضها، وحضوره البعض الآخر منها، واستماعه لكل ما يرغب به زملاؤه من اجل إعلاء شأن الكلمة المبدعة.
وافق على إدراج المهرجانات الأدبية التي تقام في جميع المحافظات ضمن أنشطة الوزارة لتكون داعمة بشكل أساسي في إنجاحها، او من خلال السعي إلى دعمها بالتعاون مع الوزارات الأخرى، فكان اللقاء برئيس الجمهورية وطرح كل ما يحتاجه المثقفون من دعم صحي واهتمام معيشي والعمل على إيجاد حل لأزمة السكن التي يعانيها اغلبهم، إضافة إلى الوقوف معهم لدرء غائلة الأمراض التي تفتك بهم.
جاء هذا نتيجة التصاقه بهم ومعايشته لهم وكونه واحدا منهم.
الأديب الوزير بحق أثبت صحة ما كنا نطالب به، ونسعى إليه، فكان الرجل المناسب في المكان المناسب، إذ لم نشعر به وزيرا بل احد أعضاء اتحاد الأدباء جالسا على كرسي الوزارة بشكل حقيقي جدا.
وتأكيدا لما أقوله فلننظر إلى الوزارات التي يشغلها أناس معنيون بعملها، بمعنى أن يكون واحدا منها، لأنه لن ينجح بشكل ملموس وكبير إلاّ أن يكون قد خرج من بين ناسها تحديدا، أي منها وفيها.
اتحاد الأدباء إذ يقدم الشكر للسيد الوزير فانه يقول له :ــ لقد اثبتَّ صدق ما طالبنا به وإنجاح ما فكّرنا فيه وسعينا إليه. الأمل كبير في ان يتواصل المسير.