سأحاول ان اتحدث عن واقع الالعاب الرياضية التي يمارسها ابناء وطني بشكل عام في كتابات واعمدة متواصلة لوضع الافكار والمقترحات والحلول لما حصل ويحصل فيها. وسأبدأ اولا باللعبة الشعبية الاولى كرة القدم لأني أحد لاعبيها السابقين ومن الناشطين والمتابعين لها. هنا أتساءل هل كرة القدم بوضع مقبول؟ وهل تسير في الاتجاه الصحيح؟ ومن هي الجهة المسؤولة عنها؟ وما هو دور المؤسسات الرياضية الرسمية وشبه الرسمية في ذلك؟ ابتداء اقول: ان واقع كرة القدم لا يسير بالاتجاه الصحيح وخاصة في العقود الثلاثة الاخيرة! وان التراجع فيها سريع ومتواصل. وان السياسات الكروية التي اعتمدتها الجهات المعنية غير صحيحة ولا دقيقة ولا منتجة وهذا ما يعكسه الواقع والنتائج. اما الجهة التي تقود اللعبة وتعمل على تطويرها والنهوض بها فهي كما هو معروف الاتحاد العراقي لكرة القدم والذي اجده يعاني ارتباكا وفوضى في برامجه وسياساته وسأثبت ذلك من خلال قراءتي المشهد الكروي فالبرنامج الانتخابي الذي وضعه رئيس الاتحاد لم يطبق ولم يناقش اصلا فالبطولات الكروية مرتبكة وغير متكاملة ولاتغطي كل المستويات فالدوري الممتاز مازالت مبارياته متواصلة لما يقرب من عشرة أشهر (والحبل على الجرار) وتحت درجة حرارة تجاوزت الـخمسين مئوية وهذا العيب ظل متواصلا منذ عقد ونصف! وبطولة الدرجة الاولى والتأهيل للممتازة وما حصل ويحصل فيها من مشاكل (وعركات) واضطرابات هي الاخرى تعيش اسوأ ايامها. ولا مكان لبطولات الدرجات الاخرى الثانية والثالثة. مع غياب كامل لبطولات الفئات العمرية التي تعتبر نهرا جاريا للمواهب (والفلتات الكروية) وان اقيمت فهي بطولات جزئية لا تشمل جميع مدن ومحافظات الوطن اما منتخبات الفئات العمرية فاختياراتها دون منافسات دوري ولا مسابقات وبشكل مستعجل هذه صورة المشهد الميداني في ساحات كرة القدم. اما واقع حال العمل التنظيمي والاداري والاعدادي فهو الاخر يعاني من الكثير ابتداء من اللجان العاملة في الاتحاد والتي لم يكتمل حتى الساعة اقرارها وان اكتمل فلا اجتماعات ولا خطط ولا برامج. وكذلك لا نجد اي دورا للاتحادات الفرعية في المحافظات بقضية اسمها كرة القدم فلا بطولات محلية ولا نشاطات او سباقات تخص اللعبة مع غياب اتحاد فرعي في العاصمة بغداد والتي تقترب من الملايين السبعة في سكانها. ولكنها (مبلوعة) تحت مظلة الاتحاد المركزي بينما الواجب الوطني يتطلب تشكيل اتحاد لكرة القدم في بغداد للإشراف على فعاليات ونشاطات الدرجات الاولى والثانية والثالثة وبطولات الفئات العمرية في بغداد لتسهيل عمل الاتحاد المركزي! علما ان توجيهات الاتحاد الاسيوي الفعالة والمهمة تؤكد على تفعيل لجان التراخيص والرؤية الاسيوية لدورهما وأثرهما الكبير في تطوير قاعدة كرة القدم وبالتالي تقدم مستوى اللعبة ومنتخباتها على المستوى الدولي وهذا ما حصل في اليابان وكوريا الجنوبية وايران ودول الخليج والكثير من البلدان الاسيوية التي بدأت تحث الخطى لتجاوزنا كرويا.
احبتي في اتحاد كرة القدم مسؤوليتكم شاقة واتحادكم هو المعني الاول بالنهوض بكرة القدم وتطويرها وهذا لا يأتي بالكلام وتوزيع المسؤوليات (شكليا) وتوزيع الواجبات والسفرات ورئاسة الوفود المشاركة في هذه البطولة او تلك! بل بالجد والتعب والاستعانة بالكفاءات والخبرات والمختصين والابتعاد عن سياسة الاقصاء والتهميش والابعاد وتقريب (وعاظ السلاطين) ممن وصلوا في غفلة من الزمن. فكرة القدم هي مسؤوليتكم الاولى شئتم ام ابيتم وعليكم انعاشها وتطويرها من خلال اشرافكم وتوجيهكم وحسن تنظيمكم وتنفيذ برنامجكم الذي اعلنتم عنه ساعة انتخابكم. وتصفيات كاس العالم 2022 هي المرآة الحقيقية لجهودكم وعملكم وهي على الابواب. وان غدا لناظره قريب.

عرض مقالات: