قد تتبادر الى ذهن  القارئ اغنية ام كلثوم الاثيرة الى النفوس "للصبر حدود" حال رؤية العنوان لكنها اغنية لها وقع مغاير يرددها العراقيون ، بسبب ضعف وفقدان الخدمات الأساسية في العيش الكريم، وبعد ان مَل من التصريحات الرنانة للمسؤولين في القنوات الاعلامية عن تحسن الواقع الخدمي في المستقبل القريب، وهنا اخاطب اصحاب الرأي الراجح من المسؤولين ولا اقصد المنتفعين والنائمين تحت ( صرصور الاذن) كما يقول خالد الذكر ابو كاطع، اما يكفي ضحكا على ذقون الشعب، اما يكفيكم كل تلك الأساليب الملتوية والتي انكشف زيفها بعد أن اميط اللثام عن فضائح كثيرة!

 قلتم وقلتم الكثير عن العمل وعن تضافر الجهود من اجل محاربة الفساد وتحسين الخدمات وبناء دولة المواطنة التي ينظم حركتها القانون وتدير شؤونها المؤسسات الدستورية بعيدا عن المحاصصة والطائفية السياسية، لكن على مستوى ارض الواقع يتضح العكس من اقوالكم وافعالكم .

دعونا نجزئ المطالب ولنجعلها في كل فصل مطلب مثلا في فصل الصيف، استغاث الشعب من تدني الرواتب ورواتب التقاعد، في ظل ارتفاع اسعار المولدات الاهلية حيث يتراوح سعر الامبير الواحد بين ٢٥ - ٣٠ ألف دينار من منطقة الى أخرى، وتلك المبالغ لا يقدر على تامينها اصحاب الرواتب المحدودة ، فكثرت المطالبات ونظمت التظاهرات في اغلب احياء بغداد، وكرد فعل من قبل المحافظة ومجلس المحافظة الذين استعرضوا "عضلاتهم"، بقرار تحديد أسعار الكهرباء الاهلية  حيث حدد الامبير بـ  ٧ ألاف دينار للتشغيل ١٢ ساعة و١٢ ألف دينار للتشغيل الذهبي (كما يطلق عليه) واعتبرها معظم اصحاب المولدات، وصفة علاج منتهي الصلاحية ( اكسباير) اعتاد المسؤولون على تسويقها سنويا الى المواطنين، لكنهم اضافوا عبارتهم الشهيرة ( نكعهه واشرب ميهه) فلم ينفذوا تلك التوجيهات رغم استلامهم حصصهم من المحروقات بالسعر الحكومي المدعوم، لابل تمادوا اكثر واكثر حين حددوا الاسعار وفق مزاجهم، ومن يعترض من المواطنين يجابهونه بقول ( اللي متعجبة التسعيرة يسحب وايره).

أقول للمسؤولين في وزارة الكهرباء والمحافظة ومجلس المحافظة ابحثوا عن سبب عدم التزام اصحاب المولدات بقراراتكم، وهل هو تواطؤ ام اتفاق ام انهم متنفذون في الدولة ومن الصعب متابعتهم ومحاسبة المقصر منهم؟

عليه يتوجب اتخاذ اجراءات سريعة ورادعة ومحاسبة حقيقية للمتجاوزين لا اعلامية هدفها امتصاص غضب الجمهور البغدادي، واعمدوا الى تشكيل لجان فورية يشترك فيها ممثلون من مجلس الوزراء ومجلس النواب لمساعدة الفقراء والكادحين، فالأمر لا يحتمل الانتظار، انما للصبر حدود، كما تغني "ست الكل" لان الشعب ان ثار لا يوقفه احد، ولنا ولهم في قادم الايام حديث آخر.

عرض مقالات: