اعتدنا في حقب الحكم السابقة على الاهتمام الحكومي المباشر بالرياضة والالعاب خاصة في النصف الثاني من القرن الماضي وتقديم المؤسسات الرسمية الدعم والاسناد المادي المقبول للرياضة بكل تفاصيلها ابتداء بالرياضة المدرسية وسباقاتها ومهرجاناتها ودوراتها السنوية وكذلك الاندية الرياضية ومنحها السنوية والاهتمام النسبي ببنيتها التحتية اضافة الى النشاطات الرياضية للقوات المسلحة جيشا وشرطة ودعم بطولاتها وسباقاتها وانجازاتها مع اهتمام متميز بالفرق الشعبية وفتح ابواب لدعمها واسنادها. وقد تطورت هذه السياسة وهذا المنهج خاصة وبعد تأسيس وزارة الشباب عام 1967 واستمر هذا الحال حتى التغيير العاصف الذي حل بالوطن في 9/4/2003 حيث ظهر الانفلات والفوضى والفساد والتقشف، ثم بدأت بوادر جديدة ضمن توجهات سياسية واقتصادية جديدة في مقدمتها سياسة الخصخصة واعتماد الاقتصاد الحر وسطوة رأس المال الخاص فكان الاستثمار وفتح الابواب امام سياسة دخول القطاع الخاص وبقوة الى كل ميادين الاقتصاد العراقي. وما دمنا نتحدث عن قطاع الرياضة فلا بد لنا من تسليط الضوء على هذا المجال قدر تعلق الامر بنا نحن اهل الرياضة والناشطون فيها. وعلى الرغم من تواصل الحكومة في تقديم الدعم والمنح المالية السنوية للرياضة واهلها الا ان توجهات جديدة برزت في الساحة الرياضية وفي مقدمتها اعتماد سياسة الاستثمار في الميدان الرياضي ولكن بشكل عفوي وغير مدروس حيث كانت بدايات التوجه الاولى في نهاية العهد السابق وتحت لافته (التسيير الذاتي) وقد شجعها البعض من المستفيدين والوصوليين! ومع التغيير هذا بدأت مراحل الاستثمار الجديدة التي قادها بعض رجال الاعمال والطفيليين والتي غزت الكثير من الاندية الرياضية ومنتديات الشباب وحولت فضاءاتها وملاعبها الى مولات ومسابح ومحلات تجارية وصناعية ومعارض وغيرها. ولعب الفساد المالي والنفوذ وصلة القربى ادوارا في استثمار تلك الاراضي والاستفادة من ارباحها ونتائجها! بينما ذبحت الرياضة وحركة الشباب وحرم ابطالها من ممارسة العابهم وتحجيم تواجدهم في تلك المؤسسات الرياضية التي وجدت لهم ومن اجلهم. وكان لغياب فلسفة الدولة الرياضية والشبابية مسؤولية كاملة لما حصل حيث كانت الامور تجري حسب رغبات ونوازع وتفكير المسؤول الاول عن هذا القطاع الحيوي والمهم والمعني برجال الغد وباني مستقبل الوطن. ان اهمال الاندية الرياضية ومنتديات الشباب وتركها بدون رعاية وتوجيه وخطط وبرامج تعني ان مستقبل شبابنا في خطر كبير ولو استعرضنا جميع دول المنطقة والجوار لوجدناها تعطي هذا القطاع اهتماما ورعاية استثنائية ولا تترك ذلك للصدفة والاجتهاد وفعلا وبسبب هذا الاهمال والتقصير الرسمي تحولت الاندية والرياضة ومنتديات الشباب الى بنايات مهجورة ومؤسسات بائسة وملاعب ( صحراوية ) وقاعات فقيرة بكل شيء والذي زاد الطين بلة الوضع المالي وسياسة التقشف وضعف الامكانيات وغياب القيادات الكفؤة والقادرة على تنشيط هذه المؤسسات وتحويلها الى مناطق جذب وشد واستثمار للشبيبة والسير بهم نحو افاق مستقبل زاهر . الا ان العكس هو الذي حصل وضاعت الاندية الرياضية ومنتديات الشباب وصارت تعاني خللا مزمنا لابد من التفكير في اعادة الحياة اليها .

سيدي رئيس الوزراء المحترم
سيدي وزير الشباب والرياضة المحترم
نحن لسنا ضد الاستثمار وتحقيق موارد مالية للأندية الرياضية ومنتديات الشباب لغرض ادامتها تطويرها وضمن فلسفة الحكومة الحالية لكننا ندعوكم ونناشدكم باسم الوطن وحضارته وتاريخه ان تعيدوا دراسة ما حصل ويحصل في قطاع الشباب والرياضة من بيع وشراء تحت غطاء الاستثمار وعلى حساب الوطن وشبابه ورياضته لان هذا القطاع امانة في اعناقنا جميعا وأنتم في المقدمة. اعيدوا الحياة الى منتديات الشباب واعيدوا بناء الاندية الرياضية وفق قوانين جديدة تناسب الواقع الجديد وشذبوها من اخطائها وعيوبها وأصلحوا أخطاء البداية غير الصحيحة .
نحن معكم لتنظيم الرياضة واصلاحها واعادة بنائها بما يخدم رياضة الوطن وشبابها .
املنا كبير فيكم .. ولنا عودة

عرض مقالات: