في وسط حمى التصعيد بالمواقف بين أمريكا وإيران، اذ تلوح في الأفق بوادر حرب لا يمكن التكهن بنتائجها، وقد تطيح بكل المرتكزات الأساسية للمنطقة، ولن يكون بمنجى من آثارها أي بلد يقع ضمن المنطقة المجاورة لهذه المعركة، وربما يكون العراق الأكثر ضررا لأنه سيكون الساحة الحقيقية للمواجهة بين الدولتين بالنظر لوجود قواعد وقوى مسلحة لكلا الطرفين على ارضه، لذلك يتطلب الأمر موقفا واضحا من العراق لتجنب مخاطر الحرب سيما أن بلدنا لا يتحمل حربا جديدة بعد الحروب العقيمة التي خاضها لأكثر من نصف قرن.
إيران تمتلك أذرع قتالية اعدت لهذه المرحلة، في محاولة منها لإبعاد الحرب عن أراضيها بجعل هذه الدولة او تلك هي ساحات للصراع ومواجهة القوات والمصالح الأمريكية المنتشرة على ارض هذه الدول، وأمريكا لديها قواعدها وقواتها وأساطيلها الموزعة في ارجاء المنطقة في دول الخليج والعراق وغيرها من الدول العربية، كما نشرت قواتها البحرية في مناطق مهمة تحسبا لحرب يبدو أنها قاب قوسين أو أدنى من النشوب.
ويخطئ من يراهن على التصريحات التي يدلي بها هذا الطرف أو ذاك، بأنهم لا يريدون الحرب، ولكنهم يحاولون حماية مصالحهم، لان حرباً توشك على الاندلاع سواء على البحر أو الجو، و ما نراه من حرب اقتصادية هي تمهيد لمواجهة عسكرية لا يمكن التكهن بعواقبها.
الموقف العراقي يجب أن يكون ابعد ما يكون عن الانحياز لأي من الطرفين المتخاصمين، وعليه البحث عن مصالحه والدفاع عنها، لا مراعاة مصالح الآخرين بغض النظر عن طبيعة العلاقات التي تربطه بهذا الطرف أو ذاك.
ويمكن له بناء موقف محايد، ليكون له دور الوسيط المقبول، وإلا فإن انحيازه لطرف ضد طرف آخر سيضعه فوق فوهة بركان، وسيتضرر أكثر بكثير مما يتضرر أي من القوتين المتصارعتين.
قاطعني سوادي الناطور قائلا: مصيبة عركة الخطار والجار، أثنين إعزاز وآنه أشلون بيه، وهاي الچنه خايفين منها وطحنه بيها، أمريكا معشعشة بكل مكان، وإيران عدها بكل خرابه كرابه، وأثنينهم بيناتهم ثارات ودموم وأحنه طحنه بالنص، وربعنه لا يكدرون يزعلون أمريكا ، ولا يريدون يزعلون إيران، لنهم ويا الاثنين دهن ودبس، وبيناتهم الما يدري بيه غيرهم، وأكثرهم رجل هنا ورجل هناك، وتعال طلع العراق من هالوحله، لنه طايحين ما بين حافرها والنعل، وهاي مثل ما تكول بيبيتي"حسنه": يمه يصالح لا تطلعيش، عركة حكومه وما تفضيش ، والله الساتر!