أطلق شباب مدنيون من رابطة مبدعي مدينة الثورة حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان (# رفع أجور عمال النظافة مطلب جماهيري) سعياً الى زيادة المستحقات المالية لعمال النظافة الاجراء وبما يوازي الجهد المبذول في عملهم، بالإضافة الى نشر معاناتهم المستمرة بسبب الاجحاف والتهميش بحقهم، بالنظر لعدم وجود نقابة تتبنى مطالبهم وتدافع عن حقوقهم. 

انطلقت الحملة بمبادرة من الناشط المدني عوده خليف من محافظة كربلاء، لاعتقاده ان الحملات الالكترونية المطالبة بالحقوق هي شبيهة بالتظاهرات الجماهيرية المطالبة بالخدمات، فضلا عن الاثر الواضح لحملات الانترنت على المواطنين وعلى الدولة وأصحاب السلطة وأصحاب الرأي. وافاد بقوله، بالأمس تضامنا مع دعوات المعلمين لحقوقهم، واليوم يتحتم علينا الوقوف مع مطالب الطبقة الكادحة الشريفة في رفع الاجور وان نكون لهم عونا وسندا.

اخذت الحملة تلقى صدى واسعا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حيث تفاعل معها المطالعون لشبكات النت بشكل إيجابي وتشارك عدد من الأشخاص بنشر هاشتاك "رفع أجور عمال النظافة مطلب شعبي" على صفحاتهم الخاصة، ومن المشاركين بالحملة السيد محمد قاسم أحد مسؤولي رابطة مبدعي مدينة الثورة، الذي سبق ان بادر الى نشر حملة توعوية على صفحة الفيسبوك بعنوان "نظف بابك" وقد تفاعل معها الكثير من سكان المدينة، ومواطني مركز العاصمة وكل مناطق بغداد.

المعلوم ان عمال النظافة هم من الفئات التي لا نقابة لها لتتبنى مطالبهم، وعندما ينتفضون  للمطالبة ببعض حقوقهم يكون مصيرهم التهديد بأنهاء خدماتهم، وقطع اجورهم اليومية التي لا تتجاوز عشرة الاف دينار عراقي في اليوم الواحد، على الرغم من ضآلة المبلغ قياسا بالجهد وما يمثله الا انها تعد مصدر عيشهم وعائلاتهم، والملاحظ ان بعض العاملين في هذا المجال هم أناس كبار السن وبسطاء لا يمتلكون القدرة والبنية الجسدية الكافية لاعمال كبيرة كهذه وهو تنظيف مدن وشوارع كبيرة، الا ان الظروف المعيشية المتردية ومتطلبات العيش اجبرتهم على القبول بهذا الاجر البسيط.

اتت الحملة بثمارها " كما يقال" حين تضامن الناس معها، ووصل عدد المتفاعلين مع الهاشتاك الى سبعة الاف متابع ومطالب ومشارك للحملة في مدينة الثورة، على الرغم من ان هدف الحملة ليس حصد تفاعلات المتابعين والمشاركين فقط، انما لرفع اجور العمال وتوفير أدوات وأجهزة حديثة مساعدة في عملهم، ولأجل تحفيز بعض الشباب على الالتحاق بهذا العمل الشريف، والهدف الآخر هو تغير نظرة افراد المجتمع تجاه عمال النظافة وانهم افراد مميزون ومهمون في حياتنا اليومية، وهذه الأمور تشجعهم على تقدير وحب وظيفتهم. 

 احد عمال النظافة من المسنين عبر عن فرحته وامتنانه لهذه الحملة، وقال "لقد كنت اظن اني انسان لا قيمة له، ومهمش، لكن عندما سمعت من يساندنا على مواقع التواصل الاجتماعي، وشاهدت الناس يلتقطون معنا الصور في الصباح الباكر هذا الشي افرحني وأصبحت افتخر بوظيفتي كما يحترمني الناس".