بعد هبوط أسعار النفط، لجأت الحكومة الى اعتماد سياسة التقشف وإيقاف المشاريع. والحرب على داعش وما رافقها من صرفيات هي قضايا يعرفها الجميع، ولهذا تفتقت أذهان الفاسدين عن ابتكار عمليات نهب منظمة وكثيرة من بينها الاستثمار.
الاستثمار هو نوع من أنواع الاستعمار إذا كان المستثمر "أجنبيا" كاستثمارات النفط وعقود التراخيص المبهمة، والتي مررت بليل وسيجري من ورائها ما يجري من نهب لثروات العراق وتدمير اقتصاده الوطني. كما يعد الاستثمار نوع من أنواع "النهب المشرعن" إذا كان المستثمر "عراقيا" حيث منحت عقود استثمار في أغلب مدن العراق ومنها محافظة بابل لمشاريع غير نافعة أو مجدية، وتلك المشاريع لا تعين على تشغيل عاطل أو تحسين أنتاج، إنما هي مشاريع الغرض منها الاستيلاء على الأراضي المميزة الواقعة في قلب المدينة والمخصصة لأغراض خدمية أو أراض بيضاء.
في محافظة بابل التي توقفت مشاريعها تفتق ذهن الابطال من مسؤوليها التشريعيين والتنفيذين عن منح تراخيص لاستثمارات أراض وبنايات مميزة تقع في أهم شوارع المدن، ومنها مدينة القاسم حيث مُنحت دائرة البلدية القديمة الى مستثمر بالتنسيق مع جهات نافذة. كما مُنح أحقية استثمار كراج البلدية لمستثمر آخر، وهو بناية كبيرة حديثة يمكن استغلالها بشكل صحيح ان تدر مليارات الدنانير سنويا لخزينة الدولة. أما في مركز الحلة فحدث ولا حرج فقد قام اتحاد نقابات العمال بمنح فرص استثمارية بموجب الصلاحيات الممنوحة له رغم عدم شرعيته. وقام اتحاد الجمعيات الفلاحية بمنح مقره الواقع في أرقى مناطق الحلة "منطقة الجمعية" لمستثمر وفق عقد فيه شبهات فساد، والجيد في الامر انه تم اعتقال المسؤولين عن الملف والقضية في النزاهة، و..و مئات الاستثمارات التي يقف خلفها متنفذون مجهولون، إضافة للأراضي الخضراء والقطع المميزة التي منحت (جوّه العباة) وهي كثيرة لا يحصيها أحصاء، وكل ذلك يجري والحكومة الوطنية تتفرج على هذا النهب المنظم.
قاطعني سوادي الناطور: صدك لو ﮔـالو "أبيتنه ونلعب بيه وشلها غرض بينه الناس" أشو ما شاء الله البيت صار لمطيره وطارت بيه فرد طيره، وياهو اليجي انگول بلكي أحسن من الـﮔبله يطلع أستاد ونص، وحرنه قابل نستورد وادم من ساحل العاج لو من جزر القمر، وذوله ياهو اليلزم الدف يـﮔوم يغني، وميخالف قبلنه يغني بس مو يشـﮔ الدف، وآنه أﮔلك وأسمعها مني اذا ظل العراﮔ هيـﭽـي ما تقومله قايمه ويظل بلدنا بتالي البلدان، وإذا ما يحكمه أولاده ما ينفعوه الجيران، وشوفة عينك صارو عدنه مليارديرية من وره الفرهود، وطاحوا فرهود ابراس المـﮔرود.. وألنه ألله!