الكلُّ ينادي بحقوق المرأة ، حيث التصريحات النارية التي تطالب بإنصافها مما يقع عليها من حيف ، والشعارات والقوانين السماوية والأرضية التي تضع حقها نصب أعين الجميع. لكن للأسف لم نلمس على أرض الواقع تحقيق ما نسمعه ونقرأه من هذه الحقوق، كي تشعر المرأة بأن حقها لن يضيع!
هيئة حقوق الإنسان ، ومنظمات وروابط الدفاع عن المرأة لم تتحرك تجاه ما يجري من تعنيف وإذلال واهانة للمرأة من قبل الرجل ــ اقصد الزوج ــ وكأنه موصى به من السماء ، كل ما يقوله صدق، ومن حقّه أن يفعل أي شيء. أما الزوجة فلا حق لها غير الإذعان لعنجهيته والرضوخ لأفعاله مهما كانت سيئة بحق إنسانيتها !
سقت هذه الكلمات وأنا أعاني مما شاهدته ولمسته بحق ابنتي الصغرى ( آياس ) وما جرى ويجري عليها من ظلم لن يقبله أي ضمير إنساني حي:
تقدّم لخطبتها شاب اظهر الطيبة والخلق في بادئ الأمر ، وحين السؤال عنه وعن أخلاقه قال البعض إنها جيدة ، وتمّت مراسيم الخطوبة والزواج بأسرع ما يمكن بناءً على طلب الخطيب وأهله ، لكن بعد الزواج تبيّن أننا قد خدعنا ووقعنا في فخٍ حقيرٍ، غلّفه هذا الرجل وأهله بغلاف الطيبة. حيث تبيّن انه كان متزوجاً من اثنتين وطلقهما ، له من الأولى بنت عمرها ثلاث عشرة سنة ومن الثانية ثلاثة أطفال ، ومع ذلك قلنا لعلهن لم يكنّ جيدات معه، لكننا اكتشفنا العكس إذ بان على حقيقته وسوء أخلاقه من خلال إثارة المشاكل مع ابنتي بعد شهرين من الزواج ، اخذ يضربها ويعنّفها بدون سبب. حاولت إصلاح الأمور أكثر من مرة بالحديث مع أهله ، ونصحته أيضاً إلاّ أنهم كانوا يعدون ويخلفون.
ازدادت تصرفاته سوءاً معها ، حتى وصل الأمر أن قام بضربها وطردها من البيت. لكنني حاولت إصلاح ذات البين مرة اخرى وطلبت منه أن يأتي لترضيتها وإعادتها معه. كل هذا لأنني أتعامل بمبدأ الإنسانية والطيبة وفتح الأبواب لا غلقها. لكنه لم يتركها تعيش بسعادة وهناء أبداً. بعد أسبوعين من عودتها معه قام بضربها وطردها ليلاً، فالتجأت إلى بيت أخيه. وعند مطالبتي أهله أن يأتوا بها لبيتي بناءً على اتفاقي معهم ــ إذا أساء إليها يعيدونها لبيتي معززة مكرمة ــ فقد اخلّوا بالاتفاق وسدّوا آذانهم ، ما اضطرني إلى الذهاب إليها وجلبها معي ، بعد أن طردها وأغلق الباب بوجهها بالقفل. كانت حاملاً بشهرها الرابع ، لم يسأل عنها لا هو ولا أهله ـ بل قام بحرق شريحتها وحرمها وأمها من الاتصال. حاولت أن أصلح الأمور مرة اخرى عن طريق الجلوس في الديوان وحل المعضلات، لكنهم لم يستجيبوا أيضا ، وتعنّت هو ورفع دعوى مطاوعة ــ طلب لبيت الطاعة ــ كي يمعن في إذلالها وإهانتها ، إضافة إلى انه قام بإرجاع طليقته الثانية بعد طرده لابنتي بثلاثة أيام !
أين الحق في كل ما قلته الآن يا رابطة حقوق المرأة ، ويا منظمة حقوق الإنسان ، ويا مجلس القضاء ، ويا شرع ، ويا قانون ؟!
أيترك الرجل يتصرف كيفما يريد ، وتبقى المرأة ذليلة ومهانة ، وعليها أن ترضخ للزوج حتى وان كان سيء الخلق؟! هل نبقى نطالب بالكلام فقط وعلى المرأة أن تتحمل كل العواقب ؟!