في كلّ مرّة يطلب منّي ابني الأصغر أن أحضّر معه دروسه لامتحان ما ، أو أساعده في حل واجب مدرسي أصاب بالخيبة والذهول !

الخيبة حينما أجد أغلب المواضيع وكأنها كُتٍبت لطلّاب في الجامعة وليس في المتوسطة أو الابتدائية ، وانذهل من كثرة الأخطاء اللغوية والأسئلة المغلوطة أصلاً ، بحيث أظلّ حائراً في كيفية شرح المادة لابني وأنا لم أفهم ما المطلوب من السؤال وآلية الإجابة عليه ، كما أظل حائرا أمام آلية التدريس التي يتلقاها التلاميذ من قبل بعض المدرسين والمعلمين .

قبل يومين طلب مني أن أحضّر معه لامتحان اللغة الانكليزية للصف الثاني المتوسط ، فوقفت حائراً في كيفية حل التمارين ، لأنني أجد أن المطلوب غير ما معروف عندي ، من خلال القطعة النثرية التي صيغت الأسئلة حولها ، ولكن أنّى يكون الحل والمطلوب أن يحفظ الطالب القطعة كلها عن ظهر قلب ثم يجيب على الأسئلة دون الرجوع إليها ، هل هذا معقول؟!

كيف لطالبٍ في الثاني متوسط أن يحفظ قطعة نثرية من مائة وخمسين كلمة باللغة الانكليزية ؟!

وقبل أيام أيضا طلبت مني جارتنا أن أحل لابنتها أسئلة الجغرافية للصف الرابع الابتدائي ، كان السؤال (عدد الأشهر القمرية ، ثم الأشهر الشمسية ) فوقفت اضرب أخماسا بأسداس ، أنا اعرف الأشهر القمرية هي ( الهجرية) والشمسية ( الميلادية ) ، لكن هل تعرف الطالبة في المرحلة الابتدائية ذلك؟! ولماذا لم تشرح المعلمة لها المادة كي تستوعبها ــ إذا كانت المعلمة تعرف الحل جيدا ؟!

ومن الأمثلة على ما في المناهج من أخطاء كبرى فهناك الكثير الكثير ، ما يجعلك تقف حائرا تندب حظ أبنائك وكيف سيكون مستقبلهم إذا كانت الدراسة بهذا الشكل ، ناهيك عن بعض مواد التربية الإسلامية التي تحمل ما لها وما عليها لترمي الطالب في دوامة اخرى.

كذلك الرياضيات واللغة العربية والدوران بين العلمي والأدبي في اسميهما الجديدين.

الخيبة والذهول يصيبانك وأنت تقرأ المناهج لما فيها من التباسات  ومواضيع أكبر من عقلية طلاب المرحلة ذاتها.

كي نبني بنيانا سليما معافى علينا أن نعيد حساباتنا وندرس بجد آلية كتابة المناهج المدرسية  لتتلاءم مع عقلية التلاميذ ضمن مراحلهم المدرسية، واكبر مثال على هذا البنيان الصحيح إننا ما زلنا نعرف ونفهم الكثير مما تعلمناه في دراستنا الأولى وقد طبعت في أذهاننا أشياء ومعلومات كثيرة باقية حتى الآن والى ما لا نهاية ، حيث صارت مرجعيتنا المعرفية أدبيا وعلميا وفنيا ورياضيا وثقافيا.

أبناؤنا أمانة في أعناق التربويين من أدنى فرد في قاعدة الهرم الوظيفي للوزارة إلى أعلى القمة،  عليهم أن يعيدوا النظر في المناهج ويتأملوها جيداً لأنها أساس بناء المستقبل وأبناؤنا هم مستقبل الوطن.