في كثير من الاحيان يتردد سؤال ملح على ذهن المواطن العراقي، خاصة مع تشكيل الحكومة الجديدة المقبلة التي تُشكل كل أربع سنوات بعد الانتخابات البرلمانية طبعا، حتى بات السؤال كالاسطوانة المشروخة وهو، "هل تستطيع الحكومة الجديدة المُشكلة كتابة النهاية السعيدة للفيلم العراقي الطويل" ، واعتقد بانه دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية وبدون منازع كـ أطول فيلم مظلم وتراجيدي يعيشه ويشاهده المواطنون العراقيون، بعنوان (طفت الكهرباء أجت الكهرباء) تقع احداث الفيلم في دولة العراق ويشهد معاناة الشعب المظلوم والمقهور كثيرا، وهو من تأليف وسيناريو مجموعة من الفاسدين والمحسوبين على الجنسية العراقية، يمثلون رجالات الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 الذين جاءوا عن طريق المحاصصة البغيضة.
الفيلم التراجيدي يتم عرضه لمدة اربع وعشرون ساعة على مدار اليوم، ويحرص على تجسيد مشاهده أكثر من 30 مليون عراقي مابين مشاهد وآخر يعيش وقائعه المأساوية ، مما اضطرهم الى قطع تذاكر جديدة لفيلم سينمائي آخر بعنوان (المولدات الأهلية)، لعله يكون ارحم بكثير من فلم الكهرباء الوطنية، رغم تكلفته الباهظة، التي أثقلت كاهل الفقراء منهم، والأسلاك العنكبوتية التي شوهت منظر الكثير من شوارع المدن الجميلة.
لقد أصبحت ديمومة الكهرباء الوطنية في بلد العراق من أساطير التاريخ نسمع عنها لكن لا نشاهدها؟ أو معجزة من معجزات الكون التي لا يفسرها الإنسان الا عن طريق علم اللامعقول؟ فعلى مدى خمسة عشر عاما لم يحظ المواطن بفرصة التنعم بالخدمات الاساسية ومنها الكهرباء الوطنية، حتى وصل المواطن الى لدرجة اليأس والهجرة من البلد الذي شحة فيه الخدمات والامان على مواطنيه.
قد يتذكر الكثير من العراقيين بعد غزو الكويت من قبل النظام الدكتاتوري السابق، قامت قوى التحالف الدولي بتدمير البنى التحتية للعراق، وكأنها عاقبت الشعب لا الحكومة الدكتاتورية، وكانت الكهرباء ضمن هذا التدمير، لكن استطاعت وزارة الكهرباء حينها وبفترة زمنية بسيطة من تجاوز العقبة وإعادة التيار الكهربائي ولو ليس كالسابق. ثم توالت اعوام القحط بعد التغيير فكانت وبالا على الشعب لا الحكومات المتعاقبة ايضا من ناحية الكهرباء.
اليوم نقف أمام استحقاق تشكيل الحكومة الوطنية الجديدة، التي تعهدت في برنامجها الحكومي بالقضاء على الفقر ومحاربة الفساد والفاسدين وتقديم الخدمات، كما ذكر رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي، ما يعني انه وضع برنامجاً وزارياً واضحاً يحدد الأولويات الوطنية لتلبية أهم المتطلبات والخدمات التي يحتاجها المواطن، فهل سنرى نهاية لفيلم الكهرباء الوطنية الممل؟ ام غير ذلك؟

ــــــــــــــــ
*
ارسلت هذه المادة قبل وفاة الزميل بايام

عرض مقالات: