الى الاستاذ عادل عبدالمهدي المحترم
كتب في هذا العمود بتاريخ 8 كانون الاول 2010 تحت عنوان توازن ما يلي:
تطالب بعض النخب السياسية المتنفذة بتحقيق التوازن في اجهزة الدولة ومؤسساتها والتوازن من وجهة نظرها هو توازن في تقسيم كعكة السلطة والجاه والنفوذ والامتيازات فيما بينها. اما التوازن الذي يطالب به شعبنا المظلوم فهو التوازن بين ميزانية الدولة وبين الخدمات الاساسية المقدمة فعلاً فقد بغلت ميزانية العراق للعام الحالي 72 مليار دولار وهي تتجاوز ميزانية اربع دول عربية مجتمعة هي سوريا والاردن ولبنان واليمن وما زال المواطن المظلوم يحلم بالحصول على اصغر وحدة سكنية صالحة للسكن وعلى اقل ما يمكن من الطاقة الكهربائية وعلى حد ادنى من الاجور تتناسب مع مستوى اسعار السلع الضرورية.
ان التوازن الذي ينشده المواطن المظلوم هو التوازن بين رواتب ومخصصات وامتيارات كبار المسؤولين في الدولة وبين رواتب صغار الموظفين والمتقاعدين والعمال هو التوازن بين الدرجة الوظيفية وبين مؤهلات وكفاءة ونزاهة واخلاص من يشغلها وليس قربه من هذا الحزب او ذاك او هذا المسؤول او ذاك هو التوازن بين اقوال المسؤولين وافعالهم هو التوازن بين استعداد معظم المسؤولين الظهور في جميع الاوقات في القنوات الفضائية واختفائهم الدائم عن انظار من يحتاجهم فعلاً من المواطنين لطرح مشاكلهم ومعاناتهم بشتى الحجج والذرائع وتوازن الخدمات بين ما يسمى بالاحياء الراقية في المحافظات وبين الاحياء الشعبية. نتمنى ان لا يُفقد بريق السلطة والجاه والمال توازن القوى السياسية المتنفذة المبدئي والوطني والانساني والحضاري وذلك اضعف الايمان، نعم اضعف الايمان.
هذا ما كتب في هذا العمود بتاريخ 8 كانون الاول 2010 ولكن مع الاسف الشديد يا سيدي عادل عبدالمهدي أفقد بريق السلطة والجاه والمال توازن معظم القوى السياسية المتنفذة المبدئي والوطني والانساني والحضاري واندفعت بشكل غير مسبوق لتحقيق مصالحها الشخصية والعائلية والحزبية والمناطقية والمذهبية وتركت المواطن العراقي تنهشه نهشاً ذئاب الارهاب والفساد المالي والاداري وعصابات الجريمة المنظمة فهل ستحقق يا سيدي عادل عبدالمهدي التوازن الذي ينشده المواطن العراقي وهذا ما يأمله كل احرار وشرفاء الشعب العراقي ام ان القوى السياسية المتنفذة ستحقق التوازن الذي تنشده هي هذا ما ستكشفه الايام والاسابيع والاشهر القادمة.

عرض مقالات: