من الواضح أن قرار الادارة الامريكية بوقف المعونات عن الفلسطينيين، وعن وكالة تشغيل اللاجئين " الاونروا "، يأتي من باب الضغط والابتزاز السياسي، بغية تمرير " صفقة القرن "، التي يروج لها ترامب، والرامية الى تكريس الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وتصفية حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مستهلها حق العودة.

وبهذه الخطوة تكشف امريكا مجددًا عن وجهها القذر والقبيح، وعن طبيعة وجوهر سياستها العدوانية تجاه شعبنا الفلسطيني، وانحيازها التام للمؤسسة الصهيونية الحاكمة. وبذلك يواصل ترامب الحرب على الفلسطينيين، التي بدأها بالاعلان عن القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل السفازة الامريكية من تل أبيب اليها.

ومما لا شك فيه أن الخطوة الامريكية الجديدة بوقف المساعدات للفلسطينيين ووكالة " الانروا "، نزولًا عند رغبة اليمين الاستيطاني،  ستعمق الأزمة الاقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وستؤثر على حياة ومعيشة اللاجئيين الفلسطينيين.

ومن نافلة القول ان قطع المساعدات عن الفلسطينيين هو بمثابة ضغط سياسي، ويرمي الى توجيه السلطة الفلسطينية نحو ما تمليه اسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الامريكية، أي أنها تسعى لترسيخ تبعيتها للادارة الامريكية والسير في ركابها، ووسيلة لتعميق الانقسام في الشارع الفلسطيني، ومنع استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتقويض الاقتصاد الفلسطيني وجعله اقتصادًا هامشيًا، عدا عن كونه وسيلة للغزو الثقافي ونشر الأمركة بين الفلسطينيين.

الكل الفلسطيني يجب أن يواجه القرار الامريكي بالتعجيل في انهاء الانقسام الفلسطيني، وتحقيق اللحمة الوطنية القلسطينية، وذلك لمواجهة الصعاب والتحديات والأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية، وبكل أبناء شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة ومناظق الشتات.

عرض مقالات: