احتفلت السفارة الصينية في 24 أكتوبر الماضي، في برلين بالذكرى الثمانين لتحرير الصين لتايوان من الفاشية اليابانية عام 1945، كانت الصين قد خاضت حربًا دامت 14 عامًا، وخسرت خلالها 35 مليون شخص، وهي أكبر خسارة بشرية تكبدتها أي دولة خلال الحرب العالمية الثانية.

التحالف المناهض للفاشية

 في يوليو/تموز 1937، دعا الحزب الشيوعي الصيني جميع الصينيين إلى توحيد صفوفهم في القتال ضد المعتدين الفاشيين. وانضمت حكومة الصين برئاسة تشيانغ كاي شيك إلى هذه الجبهة، إذ كان الهدف النهائي هو الدفاع الموحد عن جمهورية الصين.

وتم وضع الخلافات السياسية بين القوميين والشيوعيين جانبًا من أجل مصلحة الوطن. صَمدَ التحالف الوطني المناهض للفاشية حتى تحقق هدفه عام ١٩٤٥، ثم انهار من بعد.

جمهورية الصين الشعبية

 في عام ١٩٤٩، تأسست جمهورية الصين الشعبية. انتصر الشيوعيون الصينيون بقيادة ماو تسي تونغ في الحرب الأهلية ضد تشيانغ كاي شيك. فَرَّ تشيانغ كاي شيك إلى تايوان مع أتباعه، واستمر في ادعاء شرعيته كرئيس للدولة في الصين.

في عام ١٩٤٣، التقى الرئيس الأمريكي روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل بتشيانغ كاي شيك في القاهرة لبحث توزيع الأراضي بعد الحرب. وأُتفقَ على إعادة جميع الأراضي الصينية التي استولت عليها اليابان – بما في ذلك منشوريا وجزيرة تايوان – إلى الصين. وتم ترسيخ هذه الاتفاقات في "إعلان القاهرة"، الذي تمسكت فيه اليابان بمطالبها أيضًا.

في البداية، ركزت الولايات المتحدة على العلاقات الدبلوماسية مع تايوان، ولكن خلال سبعينيات القرن الماضي، بات من الواضح أن الصين ستصبح اقتصادًا كبيرًا ومُهمًا، ولذلك تحولت الولايات المتحدة ومعظم دول العالم إلى إقامة علاقات دبلوماسية فقط مع الصين. ولا تعترف غالبية دول العالم، بما فيها الدنمارك، بتايوان كدولة مستقلة.

أهداف الصين

 في الكتاب الأبيض الصيني، الذي نُشر مؤخرًا، أصبحت قضية تايوان أكثر إلحاحًا. ولا سيما أن إعادة توحيد تايوان مع الصين هي من أهداف الرئيس الصيني، شي جين بينغ. إلا أن هذه الأهداف لم تتحقق بعد. من الواضح أن إعادة التوحيد بطريقة سلمية هي الخيار الأول للصينيين. ولكن إذا ما تَعرّضت سيادة الصين للتهديد، فلن تتردد الصين في اللجوء إلى الغزو العسكري.

-  ينص الكتاب الأبيض، من بين أمور أخرى، على أن إعادة التوحيد الوطني هي السبيل الوحيد لتجنب خطر غزو تايوان أو احتلالها مجددًا من قبل دول أجنبية، وكذلك لمنع محاولات القوى الخارجية لاحتواء الصين، ولحماية سيادة بلادنا وأمنها ومصالحها التنموية.

أعلنت الصين الأسبوع الماضي أن تايوان لن تصبح "دولة" أبدًا. وفي هذا الصدد، صَرّح وزير الخارجية وانغ يي بأن دعم استقلال تايوان يُعدّ تدخلاً في الشؤون الداخلية للصين.

الولايات المتحدة تدعم تايوان

 على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تعترف بتايوان كدولة مستقلة، إلا أنها تُعدّ المورّد الرئيسي للأسلحة للجزيرة، حتى في غياب اتفاقية دفاعية رسمية بين البلدين. هدف الولايات المتحدة هو تزويد تايوان تحديدًا بأسلحة لكي تخوض حرب ضد جمهورية الصين الشعبية.

في عهد الرئيس بايدن، وَعدتْ الولايات المتحدة بتزويد تايوان بأسلحة بقيمة 850 مليون دولار تقريبًا. يُعدّ إنتاج الأسلحة لتايوان تجارة مربحة للأمريكان. وقد شكّكت الإدارات الأمريكية المتعاقبة في سيادة الصين على تايوان وسلامة أراضيها. والقصد من ذلك هو زعزعة استقرار العلاقة مع الصين، وهي نفس الاستراتيجية المُستخدمة في أوكرانيا.

  (*) عن جريدة الشيوعي، الشهرية التي يُصدرها الحزب الشيوعي الدنماركي

 ١٥ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠٢٥