حوالي 7% من البشر يُظهرون سمات "الثالوث المظلم": النرجسية، الميكافيلية، والاعتلال النفسي.

 الرأسمالية، كما يصفها ساندي تراست، ليست مجرد آلة لتكديس الأرباح أو إدارة الأسواق، بل كيان يتخبّط في غياب البوصلة الأخلاقية.  إنها سفينة تمخر عباب بحرٍ هائج بلا دليل، تُساق بدوافع النرجسية والأنانية، وتغفل عن حدود الأرض وعن حاجات البشر.  وما لم تُوجَّه هذه اليد الخفية ببوصلة من قيم العدالة والتعاطف، فإنها ستظل قوة عمياء، تزرع الفوضى بدل أن تبني المستقبل.

 معًا، تشكّل هذه السمات أسلوبًا شخصيًّا قاسيًا، متلاعبًا، أنانيًّا وعدوانيًّا، يتجلّى اليوم في بعض القادة السياسيين والاقتصاديين.  لكن ماذا عن الرأسمالية العالمية و"اليد الخفية" لآدم سميث؟  أي نفسية تُحرّكها؟

 تقليديًا، تُرى اليد الخفية كقوة محايدة، حميدة، توحّد المصالح الفردية لتنتج الخير الجماعي.  غير أننا، ونحن نتجاوز حدود الكوكب وأهداف المناخ العالمية، هل ينبغي أن نتوقف لنُسائل هذه الفرضية؟

الانغماس في حب الذات هو الاعتقاد بأن السعي وراء اللذة والمصلحة الشخصية يفوق الحاجة الجماعية.  ومع تفاقم آثار المناخ، وفقدان التنوع الحيوي، وتصاعد اللامساواة، يبدو الإيمان بأن المكاسب الفردية تُفضي إلى منفعة عامة ضربًا من العمى – بل انغلاقًا على الذات.  إن نظامًا اقتصاديًا يقوم على المصلحة الفردية الجامحة، يغضُّ الطرف عن حدود الأرض وعن المهمّشين، ويُظهرُ غيابًا للتعاطف – وهو جوهر النرجسية.

 يتميز الاعتلال النفسي بقسوة القلب، وانعدام التعاطف، والاستعداد للمخاطرة القصوى.  أسواق اليوم – التي يحركها التداول الخوارزمي، والمراكز ذات الرافعة المالية،[1] والنزعة القصيرة الأمد بلا هوادة – كثيرًا ما تعكس هذه السمات.

 اليد الخفية إذن تُحرَّك بسِمات "الثالوث المظلم."

 تتراكم المخاطر النظامية، وتُضحّى بالاستدامة في سبيل المكاسب الفورية، ويتم تجاهل العواقب على البشر والكوكب.  في هذا الضوء، تبدو اليد الخفية قوةً اعتلالية: تسعى وراء الربح بلا اعتبار للأذى الذي تُلحقه.

الميكافيلية هي فنّ التلاعب، والسعي غير الأخلاقي وراء المصلحة.  ونرى صداها حين تُستَخدم الأسواق كسلاح لتشكيل السياسات أو لنقل التكاليف إلى الآخرين.

آدم سميث ذكر اليد الخفية مرة واحدة فقط في كتابه ثروة الأمم.  أما في كتابه الذي اعتبره عمله الأهم، نظرية المشاعر الأخلاقية، فقد صاغ مبدأً أساسيًا: لكي يعمل المجتمع بعدل، يجب أن تُوجَّه اليد الخفية ببوصلة أخلاقية.

 إن تخصيص رأس المال وفق "الثالوث المظلم" لن يقود إلى نتائج جيدة.  هناك حاجة ملحّة، وفرصة حقيقية، لتطوير بوصلة أخلاقية حديثة تدعم استدامة الكوكب على المدى الطويل.

 * ساندي تراست يعمل في الخدمات المالية في مجال تغيّر المناخ والاستدامة.

 نشر النص الإنجليزي في مجلة الاكتواري The Actuary بتاريخ 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.  يمكن قراءة النص الإنجليزي بالنقر على هذا الرابط: https://www.theactuary.com/2025/11/05/sandy-trust-capitalism-needs-moral-compass


[1] positions leveraged يقصد به قيام المستثمر يضاعف قدرته الشرائية أو حجم استثماره باستخدام الدين أو المشتقات المالية، على أمل أن يحقق أرباحًا أكبر.  فإذا ارتفعت قيمة الأصل، يكسب المستثمر أكثر مما لو استثمر فقط برأس ماله.  لكن إذا انخفضت القيمة، فإن الخسائر تتضاعف أيضًا، لأن عليه سداد القرض والفوائد بغض النظر عن نتيجة الصفقة.