‏" يحق للزوج الذي امتنعت زوجته من تمكين نفسها له في الفراش من ضربها ضرباً تأديبياً "

‏‏بهذه الافتتاحية العظيمة التي سوف تترك انطباعاً عميقاً بل محفوراً بمسامير ناتئة في نفوس النساء القانون الجعفري الذي خيل لنا انه قانون الشرع الإسلامي الموشي بخيوط الله ، فإذا به ليس سوى كفن فظ يسدل على ما تبقى من إنسانية قانون يلوح في أفقه كطيف مسموم وطائر بأجنحة

‏أي أحوال هذه التي يريدون ضبطها بسطور عرجاء؟ وأي شخصية تلك التي يزعمون صونها تحت سياط النصوص الملتوية؟ إنه ليس قانوناً بل خديعة مقنعة تقدم للناس بوصفها إصلاحاً وما هي إلا نكوص إلى الجاهلية وارتداد عن قيم الحرية ويا لثقل السخرية! يبشروننا بأنهم يعطون حرية الاختيار فإذا بالاختيار ليس سوى قيد ملون. يسوغون زواج الاطفال تحت مسمى العرف ويبررون استباحة القاصر بحجة الشرع وكأن الطفولة لم تخلق إلا لتكون وقوداً في محرقة العادات المتحجرة القانون الذي سيجعل المرأة امام حدين العائلة من جهة والزوج وعائلته من جهة اخرى بل سيسلبها حقوقها المدنية والشرعية ويخلق منها امرأة مطيعة خادمة لزوجها ان هذا الاقصاء الواضحة معالمه للمرأة وشرعنة نفوذ الرجال يجعلنا امام امر خطير بل مخيف لدرجة الرعب ويضعنا في منحدر العنف والتعذيب والاخفاء القسري والعبودية المقننة ضد النساء ويذهب بها الى اكثر من ذلك حيث يفقدها شرعيتها حتى في مجادلة زوجها او خصامها معه او حضانة اطفالها ونفقاتهم ويحجم دور عائلتها في حلحلة المشاكل ويضعهم امام مقصلة القانون نحن امام جرائم عائلية مهولة ستكون ضحيتها الوحيدة هي المرأة فليعلم واضعوه أن النساء للسنَ حقل تجارب لشرائع متناحرة ولا مسرحاً لصراعات الفقهاء. إن محسن المندلاوي الرجل المعروف بفساده وسرقاته وخضوعه هو ومطرقة التشريع لحيتان الفساد بالعراق المنادي الاول بهذا القانون لم يكن في محراب العدالة بل في سوق رخيص تباع فيه الذمم وتشترى حيث تملى الأحكام من بطون الأهواء المذهبية لا من الضمير والهم الوطني. سيلعن التاريخ بعدد صرخات النساء اللواتي تألمن من بطش هذا القانون كل من صوت ووقع وناصر ورفع يد وطرق مطرقة بل سيلعن ايضاً كل من حضر تلك الجلسة المشبوهة. الى صديقتي التي عانت ما عانته بزواجها السابق من الالام والانكسارات والخيبات والتي كادت ان تتجاوزها لولا صدور هذه المدونة التي انقضت عليها من جديد لها هي اعتزازاً وتثميناً لقرارها الجريء بالانفصال ومواجهة نظرة المجتمع بصلابة صلدة وشموخ ولكل النساء الاخريات سنكون معكن حتماً فلولا أنتن لما وجدت البشرية. 

عرض مقالات: