تحت ضغط العسف الدكتاتوري للطاغية صدام وعصابته التي سامت الشعب العراقي سوء العذاب ، وهاجمت دول الجوار ، والمعاناة اليومية التي تسبب بها الحصار الذي دام سنوات أكل فيها المواطن نوى التمر والخبز الاسود ، وغير ذلك من ظروف لا انسانية فرضت على الشعب العراقي ، لجأت القوى السياسية الى مقاومة النظام بأسلوب الكفاح المسلح ، فكانت البيشمركة تحمل السلاح وتقاتل الجيوش الجرارة التي جندها صدام لحرب غير مقدسة ضد الكورد ، حتى لم يتوان عن استخدام الاسلحة الكيمياوية في حلبجة وغيرها من قرى وبلدات كوردستان ، ورفع ابناء الوسط والجنوب السلاح وقاتلوا في الاهوار ومن وراء الحدود الشرقية بمساعدة كبيرة من ايران الجمهورية الاسلامية ، ولم تفلح القوى السياسية من اسقاط الطاغية وعصابته ، التي كانت تحظى بدعم من مختلف الدول سرا وعلانية .لذلك عقدت العزم على قبول المقترح الامريكي الذي ساهم الراحل أحمد الجلبي ببلورته من خلال المؤتمر الوطني والتشبث بأمريكا لإسقاط النظام مقابل منح الامريكان امتيازات نفطية وتجارة بينية .ولكن ما ان سقط الطاغية وسط تهليل العراقيين اسقط بيد القوى السياسية التي وحدت امريكا تسمي حاكما مدنيا للعراق - بريمر - واعلان امريكا  دولة محتلة للعراق وهي المسؤولة عن صندوق المال الذي لم تتخل عنه حتى اليوم رغم مرور ربع قرن على تغيير النظام وسقوط صدام .

وكانت الحجة لإعلان احتلال العراق هو الخوف من الاخطار التي تحيق بالعراق حتى هاجم داعش نينوى وكوردستان واقترب من اسوار بغداد.

ولما طلبت القوات العراقية دعم البلد المحتل، تنصل عن تقديم السلاح والعتاد، وكان انقاذ الموقف وابعاد الخطر على يد الحرس الثوري الايراني بشهادة الرئيس مسعود البرزاني ووزير الدفاع السابق عبد القادر العبيدي.

واليوم تنسحب القوات الامريكية من قاعدة عين الاسد، وتترك الخطر القادم من وراء الحدود العراقية السورية دون رقابة، فالجميع يعلم بالفوضى التي تنتشر في سوريا وكثرة وتعدد الفصائل المسلحة التي تنظر بعين حمراء الى العراق وتتحين الفرصة للانقضاض على الفريسة دون رحمة.

فهل القوات الامريكية للحماية أم للاحتلال!

عرض مقالات: