رسالتي لكم هي: "لا تقولوا بينكم وبين أنفسكم إن هناك شيئا مستحيلا، بالإصرار وبالعزيمة، نستطيع بلوغ كل ما نريده. يجب علينا ألا نبقى مكتوفي الأيدي وننتظر الشيء الذي نرغب فيه. يجب أن نشعر بالتعب، لأنه شرط رئيسي كي نصل للهدف المنشود الذي نريده".
هذا ما قالته نجلة عماد الفائزة بالمدالية الذهبية في دورة الألعاب البارالمبية في العاصمة الفرنسية باريس.
في عام 1908 كان عمر نجلة ثلاث سنوات، وفي أحد أيام نيسان كانت تنتظر عودة والدها ليأخذها بجولة بسيارته، وبعد أن وضعها بداخل السيارة وأثناء وصوله إلى مقعد السائق انفجرت عبوة كانت مزروعة في سيارته.
فقدت الطفلة الصغيرة وعيها وهرعت بها عائلتها إلى المستشفى. تقول نجلة: "استيقظتُ بعد أسابيع بدون ساقيّ الاثنتين ويدي اليمنى بعدما طارت أطرافي واستقرت فوق سطوح الجيران". وتضيف بألم: “جزء كبير من روحي وجسدي سُلب مني إلى الأبد، هذا ما تفعله الحروب بالأطفال".
تغيرت حياة نجلاء، لكن إصرارها دفعها الى طريق الذهب، وبعد معاناة طويلة حققت حلمها وحلم العراقيين بالفوز بالمدالية الذهبية.
أن قصة نجلة هي قصة العراق، فقد بترت أطراف العراق واحدة بعد الأخرى بسبب الدكتاتورية والحروب والاحتلال والطائفية. ولكن هل يتعلم العراق من اصرار نجلة وحبها للحياة، وهل سيبدأ العراق بمسيرة طويلة لإعادة بناء ما تهدم في السنوات الستين الماضية؟
رحلة نجلة كانت صعبة، ولكنها توجت بالذهب، ورحلة العراق ستكون أصعب وربما ستتوج بالذهب ايضا ... ربما.
أيلول 2024