عاد رئيس وزراء إسرائيل إلى بلاده قبل يومين، بعد ان ألقى خطاباً امام الكونغرس الأمريكي، ويبدو ان الرجل حصل على ما يريد من الادارة الامريكية، حيث جرى اغتيال المسؤول العسكري لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد اسماعيل هنية في العاصمة الايرانية طهران، ثم ضرب مقر اللواء 47 للحشد الشعبي في مدينة جرف الصخر في مدينة الحلة العراقية، وايضاً محاولة اغتيال أحد مسؤولي المقاومة الاسلامية في سوريا، وكل هذه الاغتيالات حدثت بظرف اقل من 40 ساعة،

وما كان لهذه الأهداف ان تتحقق خارج ارادة الادارة الامريكية، ومخابراتها بمعونة المخابرات الغربية، واقمارها الفضائية وأجهزة الذكاء الاصطناعي، اضافة إلى خبرة وقدرة المخابرات الإسرائيلية الكبيرة، وعملائها العرب والاجانب في المنطقة، بيد ان هذه الاغتيالات المدوية تبدو وكأنها قفزة في فراغ،  لأن إسرائيل كانت قد  اغتالت عشرات القادة ألفسلسطينيين ومنهم الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس، الا انها لن تنهي المعركة مع المُحتل الإسرائيلي والشعب الفلسطيني، نهاية المعركة في انتصار أحد طرفيها في الميدان وليس في اغتيال احد قاد هذا الطرف او ذاك لان الاشخاص يعوض عنهم بآخرين ، في مجمل الامر الرابح هو نظام رأس المال الامريكي، حيث هو المعني الاول في بقاء وادامة بؤرة الحرب المشؤومة المسماة إسرائيل، لاستمرار انتشاره العسكري وبيع سلاحه للمنطقة وتنفيذ مخططاته الاستعمارية لاستنزاف مواردها، وليس تلبية لنداء اليهود في وطن موعود لهم في فلسطين،  لذلك تكتسب إسرائيل قوتها العسكرية وحمايتها السياسية الدولية من امريكا التي تؤهلها للعب هذا الدور في المنطقة الآن وفي المستقبل ما زالت الولايات المتحدة الامريكية هي القطب الاقوى في العالم ولحين يأتي البديل الأمثل لها  وتتعدد القوى المتحكمة في النظام الدولي وتغدو امريكا في حال لا يؤهلها لحكم العالم ، نتيجة تراكم الديون الذي يمنعها من إعالة 200 قاعدة عسكرية في العالم، ومنافسة الدول الناشئة  اقتصادياً لها وزيادة الميول لبعض الدول الموالية للابتعاد عنها، وجنوح كثير من الشباب الامريكي عن الخدمة العسكرية لمدة طويلة خصوصاً خارج الوطن، وغيرها من العوامل التي ستتجاوز تخلفها في سباق العظماء لحكم العالم ، حال ذاك يمكن النيل من إسرائيل، وجعلها في حجمها الطبيعي.

عرض مقالات: