يقول المثل الشعبي: " اذا ضاع رأس الشليلة تخلبصت" نرى ذلك عند معاينة اوضاع عراق اليوم لنجده مبتلياً بالشلل المطلق. هذه محنة وظلم مسلطان من قوة باغية مسعورة منفلتة في ظل القطبية الواحدة. وغدا الامر: وعلى لسان حسجة الريف العرااقي " ما الها رداد " وهنا ينطلق صوت الناس يهز العروش وقبلها الكروش، التي تدعي بانها " ولية الدم ". وبكونها مستحوذة على سلطة القرار بلا أية شرعية، اذن ياتي السؤال الذي مفاده، أين اولياء الدم وسفك دماء الشهداء والفوضى زاحفة ومستوطنة في متونهم ..؟

لا يُستغرب في ظل حالة الفشل والفساد من بروز ظاهرة الانفلات التي جعلت البلاد تشابه حالة السفينة الايلة للغرق بسبب كثرة ملاحيها. هذا ماهو حاصل عندما لا يوجد ربان وبيده المقود والقرار. اوضاع الحكومة العراقية ذات الصبغة المحاصصاتية المهلكة، التي امست مركونة في زاوية ومستبعدة عن صلب مهامها، التي تستحق وصفها بالالة المستأجرة من قبل القوى المتنفذة. يؤكدنا قول شاهداً من اهلها عندما صرح احد المتنفذين قائلا: " رئيس الوزراء عبارة عن مدير لدينا لا يتحرك بدون امرنا " هؤلاء جميعاً مأخوذون بالزهو و نشوة نخب اعتلاء كرسي السلطة . اذ انهم امسوا لا يقصرون بالهذيان فيقولون: " بان الحكومة مالتهم " ولا احد يجرؤ على منعهم من الدبكة فوق سطحها والتعسف بمقدراتها.

لابد ان نذكر تلك المفارقة المريرة التي ادت بهم الى سدة الحكم عندما بذخ التيار الصدري وقدم لهم كل السلطة على طبق من ذهب، بعد ان ازاحهم وطواهم الشعب العراقي وحشرهم بدوامة لا مخرج منها. فأخذوا السلطة بلا غطاء قانوني. بمعنى عارية عن الشرعية. اليوم اين عواقب هذه الجريمة ؟ .. انها تتجلى في حياة العراقيين فتاخذ خيرة شبابهم قرابين بلا وخز من ضمير.. من اجل من يتم ذلك ؟ .. لماذا يتم تجنيدهم ويتركون دون حماية والانكى عندما يستهدفون يتم التبرؤ من هؤلاء الشباب الشرفاء البواسل، الذين ليس لهم لا ناقة ولا جمل بالامر، وانما يبحث اغلبهم عن" راتب " بائس لسد حاجة عوائلهم. هذا ما قاله احد معارفي، الذي كان جريحاً برصاص امريكي شرس وسافل،  عندما سالته  عبر التليفون قبل يومين.

هذه حصيلة كانت من صميم عشوائية السياسة القتالية، مهما كان الهدف نبيلاً المتمثل بمحاربة سياسة الامبريالية والصهيونية المتوحشة .. لقد غدت المواجهات القتالية تختلف عن الماضي وتغيرت قواعد الاشتباك، فمن يقاتل دون ان يملك غطاءً جوياً امام عدو شرس، ولديه قوة جوية ضاربة هو الخسران لا محال، واقرب دليل يحضرنا هو حربنا مع عصابات " داعش " الغادرة . وان هؤلاء يفترض ان يكونوا قد اكتسبوا خبرة ومعرفة عسكرية من خلال خوضهم مثل هذا القتال الى جانب الجيش العراقي المقدام الذي معه دحروا العدو في معارك تحرير الارض العراقية من الغزو الداعشي المسعور .. وقد شهد لهم  التاريخ والشعب العراقي على حد سواء. وان اقرب وصف لهذه المعضلة التي باتت يصعب الاهتداء لحلها. بانها شليلة وضاع رأسها. والعتب على الثلث المعطل..!!

عرض مقالات: