يبدو ان الصواريخ التي انطلقت من إيران ضاربة أربيل كانت مصابة بـ " الحول ". او العمى الاسود . فاذا ما اخذنا بحسابات ما سمي " محور المقاومة " الحالي التي كانت موجهة نحو العدو الصهيوني التي اثلجت صدورنا حقاً.. غير انه ومن التصويب الجغرافي يقع هذا المستهدف غرب العراق وليس في شماله ( كردستان الحبيبة ) المحفوظة في قلب الشعب العراقي دون ادعاء.. كانت الصواريخ بالامس تنطلق من داخل البيت العراقي موجهة لاهله بمفارقة صارخة، مما ازاد سخط الوطنيين من مختلف الفئات الاجتماعية على مطلقي صواريخ الكراهية والحقد الدفين بسلاح منفلت عابر للحدود. مما ادان الجهات التي تعمل بالانابة لغير صالح الوطن للاسف الشديد .
ومع ذلك بقي سيناريو العدوان مستمراًعلى جناح العراق الابي " اقليم كردستان " بغية كسره. من قبل المأخوذين بوهم قاتل على انه طريد بلا ملاذ. مدفوعين بالخشية من تماهي الاخرين من الكرد في الجوار العراقي معه ،ان هذا هو الذي يؤكده المنطق ويحفظه التاريخ كحق مسلوب، لان قضية الشعب الكردي قضية امة مزقتها الامبراطوريات الظالمة عبر التاريخ البعيد والقريب. ويتوجب القول (ان امة تضطهد امة اخرى هي غير حرة) على حد قول فيلسوف" كارل ماركس " .. من بديهيات وتجليات السياسة في هذا الزمن الاغبر تبرز اطماع وتكالب الدول المنفلتة في ظل القطبية الغربية الواحدة .
ان بلدنا المخطوف والمنهوب الثروات والمبتلى باطماع الدول والانظمة المتنمرة لاسيما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي الذي كان يجسد حامي حمى الشعوب. قد امسى العراق مرتعاً وساحة لتصفية الحسابات على حساب شعبنا الذي ليس له ناقة ولا جمل فيما يحصل بين الجهات الدولية المارق المتصارعة. وما يجري على كردستان من تغول عدواني شرس، ماهو الا نضح وسخ واشعاع مبيد يعبر عن حقيقة هذه الدول المتجبر شرقاً وغرباً دون استثناء. ويتجلى بابشع صوره بمظالم وادعاءات مثيرة للسخرية تدل على ضحالة وتكالب مرتكبيها . فكيف يربط العدوان على كردستان بحجة المقاومة للعدوان على غزة الذبيحة من قبل الامبريالية الامريكية المتوحشة وذيلها الابتر الكيان الصهيوني. وينطبق على عراقنا اليوم ذلك القول " اذا كان النواطير النشمى نايمين خوش نومة فالحرامية تحوف دون خوف ".
ولكن الوطن العراقي وبخاصة اقليمه الكردي المتطور بصرف النظرعن الاخطاء في ادارة اقتصاده " النفط " وتلبية حقوق كادحيه بالعيش الكريم وسلامة حدوده من الاختراق والتهريب، ستهب الجماهير العربية قبل الكردية للدفاع عنه ضد اي عدوان شرقي او غربي، سيما وان شعبنا مجرب بحميته الوطنية وأقرب شاهد على ذلك مقاومته لعدوان " داعش " الاجرامي الذي لقن المعتدين دروساً بالمقاومة الوطنية الخالصة من لدن قواته المسلحة جيشاً وحشداً وشرطة غيرهما.. ومن نافلة القول ان القوى الوطنية الديمقراطية والاسلامية المتنورة الاصيلة لديها قناعة ومدعوة للتحرك والتظاهر والاحتجاج على هذا العدوان الايراني السافر، كما ان الحكومة ملزمة باتخاذ المواقف الرسمية العقابية ضد المعتدين.. ولتتجسد الحقيقة التي مؤداها ان كردستان ليس طريداً بلا ملاذ .