قامت الصين بمبادرة سلام بين روسيا واوكرانيا لوقف الحرب بينهما وتتضمن 12 بنداً، لكن ردود الفعل الدولية تفاوتت بين الترحيب والحذر والتشكيك فيها.
المبادرة قدّمتها الصين باللغة الإنكليزية ونشرتها جريدة "الشيوعي" التي يُصدرها الحزب الشيوعي في الدنمارك في عددها الرابع - نيسان 2023 باللغة الدانمركية.
- احترام سيادة جميع الدول
يجب التقيد الصارم بالقانون الدولي المعترف به عالميًا، بما في ذلك مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. يجب الحفاظ على السيادة والاستقلال والسلامة الإقليمية لجميع البلدان بشكل فعال. جميع البلدان، كبيرة كانت أم صغيرة، قوية أم ضعيفة، غنية أم فقيرة، أعضاء متساوون في المجتمع الدولي. ويجب على جميع الأطراف التمسك بالمعايير الأساسية للعلاقات الدولية والدفاع عن العدالة والعدالة الدولية. وينبغي تعزيز التطبيق المتكافئ والموحد للقانون الدولي، بينما يجب رفض المعايير المزدوجة.
- التخلي عن عقلية الحرب الباردة
لا ينبغي السعي وراء أمن دولة ما على حساب الدول الأخرى. ولا ينبغي تحقيق أمن منطقة ما من خلال تعزيز أو توسيع الأحلاف العسكرية. يجب أن تُؤخذ المصالح والمخاوف الأمنية المشروعة لجميع البلدان على محمل الجد وأن تُعالج بصورة صحيحة.
لا توجد حلول بسيطة لقضايا مُعقدة. لذلك يجب على جميع الأطراف أن تتبع رؤية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة للأمن، مع مراعاة السلام والاستقرار على المدى الطويل في العالم، وأن تساهم في تشكيل هيكل أمني أوروبي متوازن وفعال ومستدام.
ويجب على جميع الأطراف معارضة السعي وراء أمنهم على حساب أمن الآخرين، وتلافي المواجهات بين التكتلات والعمل معًا من أجل السلام والاستقرار في قارة أوراسيا.
- وقف الأعمال العدائية
الحرب والنزاعات لا يفيدان أحدا. يجب على جميع الأطراف التحلي بالعقلانية وضبط النفس، وتجنب تأجيج النيران وزيادة التوترات، ومنع الأزمة من التفاقم أو حتى خروجها عن نطاق السيطرة. يجب على جميع الأطراف دعم روسيا وأوكرانيا للعمل في نفس الاتجاه واستئناف الحوار المباشر في أقرب وقت ممكن لتهدئة الموقف تدريجيًا والتوصل في نهاية المطاف إلى وقف شامل لإطلاق النار.
- استئناف مفاوضات السلام
الحوار والتفاوض هما الحل الوحيد القابل للحياة للأزمة في أوكرانيا. يجب تعزيز ودعم جميع الجهود التي يمكن أن تسهم في إيجاد حل سلمي للأزمة، وعلى المجتمع الدولي أن يظل ملتزماً بالنهج الصحيح لتعزيز مفاوضات السلام، ومساعدة أطراف النزاع على فتح باب أمام حل سياسي في أقرب وقت ممكن، وتهيئة الظروف والمنصات لاستئناف المفاوضات. وستواصل الصين لعب دور بناء في هذا الصدد.
- حل الأزمة الإنسانية
يجب تعزيز ودعم جميع التدابير التي يمكن أن تسهم في تخفيف الأزمة الإنسانية، وأن العمليات الإنسانية يجب أن تتبع مبادئ الحياد وعدم التحيز، ولا ينبغي تسييس القضايا الإنسانية. ويجب حماية سلامة السكان المدنيين حماية فعالة وإنشاء ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من مناطق النزاع.
هناك حاجة إلى بذل جهود لزيادة المساعدات الإنسانية إلى المناطق ذات الصلة، وتحسين الظروف الإنسانية وضمان وصول المساعدات الإنسانية بسرعة وأمان ودون عوائق من أجل منع حدوث أزمة إنسانية أوسع نطاقا. يجب دعم الأمم المتحدة في لعب دور تنسيقي فيما يتعلق بتوجيه المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع.
- حماية المدنيين وتبادل أسرى الحرب
على أطراف النزاع الالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني، وتفادي مهاجمة المدنيين والمنشآت المدنية، وحماية النساء والأطفال وغيرهم من ضحايا النزاع، واحترام الحقوق الأساسية لأسرى الحرب. تدعم الصين تبادل أسرى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتدعو جميع الأطراف إلى تهيئة ظروف أكثر ملائمة لهذا الغرض.
- الحفاظ على سلامة المُنشآت النووية
تعارض الصين الهجمات المسلحة على محطات الطاقة النووية أو غيرها من المنشآت النووية السلمية، وتدعو جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية الأمن النووي، والسعي بحزم الى تجنب الحوادث النووية التي يتسبب بها الإنسان
- الحد من المخاطر الاستراتيجية
يجب عدم استخدام الأسلحة النووية، وعدم خوض حروب نووية، ومحاربة التهديد باستخدام الأسلحة النووية. يجب منع انتشار الأسلحة النووية كما يجب تجنب الأزمات ذات الطابع النووي. تُعارض الصين بحث وتطوير واستخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية من قبل أية دولة وتحت أي ظرف من الظروف.
- تسهيل تصدير الحبوب
يجب على جميع الأطراف التنفيذ الكامل والفعال لمبادرة دول البحر الأسود بشأن الحبوب التي وقعتها روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة بطريقة متوازنة، ودعم الأمم المتحدة في لعب دور مهم في هذا الصدد. وتُعد مبادرة التعاون بشأن الأمن الغذائي العالمي التي اقترحتها الصين كأحد الحلول الممكنة لأزمة الغذاء العالمية.
- وقف العقوبات الأحادية الجانب
لا يمكن للعقوبات الأحادية الجانب والضغوط القصوى أن تحل المشكلة، بالعكس فهما يخلقان مشكلات جديدة. إنّ الصين تُعارض العقوبات أحادية الجانب التي لم يصادق عليها مجلس الأمن الدولي.
يجب على الدول المعنية التوقف عن إساءة استخدام العقوبات الأحادية الجانب و " الولاية القضائية الطويلة الذراع" ضد البلدان الأخرى، وذلك لكي تتمكن هذه البلدان من القيام بدورها في تخفيف حدة الأزمة الأوكرانية وتهيئة الظروف للبلدان النامية لتنمية اقتصاداتها وتحسين حياة شعوبها.
- الحفاظ على استقرار الصناعة وخطوط الإمداد
يجب على جميع الأطراف التمسك بجدية بالنظام الاقتصادي العالمي الحالي وعدم استخدامه كأداة أو سلاح لأغراض سياسية. ويلزم بذل جهود مشتركة للتخفيف من الآثار غير المباشرة للأزمة ومنعها من التشويش على التعاون الدولي في مجالات الطاقة والأموال وتجارة الأغذية والنقل وتقويض الانتعاش الاقتصادي العالمي.
- دعم مرحلة إعادة الإعمار
يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ تدابير لدعم إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب في مناطق النزاع. إن الصين مستعدة لتقديم المساعدة والقيام بدور بناء في هذا المسعى.