طالما اجريت تجارب عديدة على تشريح واستكشاف ادمغة العباقرة لمعرفة مكامن القدرات العقلية ومواطن الذكاء في الدماغ البشري بعد ان تبلورت الافكار المادية في قوالب جرى تعميمها على ظواهر مختلفة. ومن أشهر الادمغة التي جرى تشريحها (اينشتاين)، (كارل غاوي)، (صوفيا كوفالفيسكا) ولينين

كل هذه التجارب قامت لأغراض استكشافية ولم تثمر بالكثير غير ان الرحلة في دماغ لينين كانت مختلفة وادلت بمدلولات مختلفة قامت على إثرها عقيدة لا تمت للينين بصفة المنطق التي اراد لشعبه ان يقتفي أثرها.

فبعد وفاة لينين تم تأكيد ان نزيف دماغي كان سبب الوفاة وقام بعدها نيقولاي سيماشكو مفوض الشعب للصحة بدعوة أشهر علماء التشريح العصبي نيكولاي فوغت وزوجته سيسلي فوغت لإجراء دراستهما على واحد من أعظم الادمغة البشرية، ساهم فوغت بإرساء أسس بروباغاندا جديدة (الخلايا الهرمية) بعد ان جرى تشريح الدماغ الى ٣١الف شريحة صغيرة لتحضيرها لدراسة مجهرية اثبتت وجود خلايا هرمية بعدد لم اره من قبل حسب قول اوسكار فوغت. فعلا لقد كان دماغ لينين حاويا على خلايا هرمية لا مثيل لعددها عند الانسان العادي كما كان لاينشتين خلايا دبق لا مثيل لها في العدد عند البشر وكانت مناطق العمليات الحسابية لدى اينشتاين أضخم من اقرانه لكن لم يزعم العلماء بان هذه الخلايا هي الوازع الحقيقي وراء ذكائه اما اوسكار فوغت فقد رسخ هذه العقيدة بإنساب ذكاء لينين للخلايا الهرمية وتغاضى عن حقيقة ان الكثير من الثدييات تمتلك عددا من هذه الخلايا أكثر من اي انسان.

في ذلك الوقت كان ستالين متحمساً لمثل هذه النتائج لتخليد اسم لينين كما كان تروتسكي كذلك، غير ان ستالين كان يتمنى من نتائج اوسكار ان تظهر ان لينين لم يكن بكامل قواه قبل وفاته وعكسه كان تروتسكي في ذلك والسبب ان لينين قبل وفاته كان على خلاف بمسائل عدة مع ستالين اوصلت الامور الى اقتراح لينين بإبعاده عن منصب الامين العام ولكن النتائج جاءت بعقيدة لم تكن بالحسبان هي بروباغاندا الخلايا الهرمية.

 ان تحويل لينين لعقيدة غير علمية من أبرز الاخطاء التي ارتكبت ومازالت فروسيا تصرف الملايين من اجل ادامة جثة لينين اليوم غير اننا احوج لأفكاره ونتاجه الثقافي الغزير وارثه الثوري، نحن احوج لأفكار لينين الحية أكثر من العقيدة الميتة.

عرض مقالات: