يشهد تاريخ الشعوب وبخاصة شعوب الشرق الاكثر اضطهاداً بانها تبحث دوماً عن بطل منقذ. ومن يبادر من الثوارالمناضلين الشجعان، سواء كان شخصاً او حزباً او حركة، ويرفع راية المقاومة ضد تعسف الحكام الظالمين واستبدادهم، مطالباً بالحرية والعدالة الاجتماعية وعزة الوطن، يتمكن من تحريك الجموع الغفيرة المضطهدة.. وبقدر سعة وشمولية التعسف وقساوة الاستغلال الطبقي يتداعى الجياع العراة المضطهدين ومن يلتحق بهم مصطفين خلف هذا القائد المنقذ الحلم. والتاريخ قد سجل انتصارات تلك الثورات باحرف من نور. كما سجل التاريخ ايضاً حالات انكسار لثورات بسبب بعض الخيانات والغدر.
سبق ان حصلت مثل هذه الانتفاضات او الوثبات الممهدة للثورات والامثلة عديدة، لسنا هنا بحاجة لذكرها لكونها مازالت ماثلة مآثرها في الاذهان تتناقلها الاجيال. ومستمرة تبعث بالالهام والعزم على الانتفاض والثورة. لقد غدت مفهومة صيرورة الوثبات والانتفاضات، التي تشكل المقدمات للثورات الحتمية التي تهدف الى تغيير الواقع المرير وتكسر كابوس الهيمنة وتكنس الطغم الدكتاتورية.
ان ما نشهده اليوم في عراقنا الخاوي المستهلك من قبل ساسة تخلو ضمائرهم من المشاعر الوطنية تجاه ابناء جلدتهم ومصالح وطنهم. مما جعل هذا الامر ان يكون كفيلاً بتحفيز، او بالاحرى تفجير براكين الغضب في نفوس المواطنين، والعزم نحو التغيير الذي تجسد عنواناً وراية لـ { وثبة المليون ثائر مضطهد }، الذي حفزته وعبأته عزماً وثورية مفاعيل حراك الشارع المتواصلة واقدام التيار الصدري { الصدرية } الذي عرف بالتماهي مع مطاليب اغلبية المواطنين والتعبير عنها، وهنا قد تجلى النسب التشريني لـ { وثبة المليون ثائر المضطهد } كما غدت هذه التركيبة الثورية المتسمة بطرازها متميز، بمثابة سفينة العبور صوب ضفة التغيير الحتمي. طالما هنالك تحرك جماهيري مليوني و زعامات مبدئية حكيمة { دينية ومدنية } غير قابلة للانكسار.
ان المتغير الراهن قد صنع وشرع الارهاصات والمقدمات الضرورية للثورة. التي تتكلم اليوم بلغة البراكين قبيل انفجارها العظيم.. مطلعه بدخان اسود ومن ثم يعقبه بحمم حمراء جارفة.. التي لا يجازف بالوقوف قصاد اندفاعها عبثاً وتوهماً، سوى فاقدو النسب الوطني وفاسدو امانة الحق العام، والمرتعبون من طائلة حساب الشعب.. فما هي استحقاقاتها علينا اذن.. ؟ . مما لا شك فيه وحينما يصل اختمار الغليان الى حالة الانفجار، لن يبقى للمتسلقين { تل } يجلسون عليه متفرجين، هؤلاء الذين غدوا محنكين في لعبة ركوب موجة الاحداث. ان هذا اليوم هو يوم الاختبار الحقيقي. بمعنى تصبح المشاركة " فرض عين "
وتأتي قواعد الثورة لتحكم بلامجال للاشتراطات ذات النزعة الفئوية ابان الانفجار. لا سيما وان فترة المخاض التي سبقت كانت مديدة، حيث كان متاحاً خلالها ان تتكامل الرؤى في تلك المدة الماضية اذا ما تولتها الحنكة والبصيرة. واذا ما عنى التأخر وعدم التدارك في الوقت المناسب، والقيام بالحياكة المشتركة لعموم الثوار لبساط مقتضيات الثورة، فذلك يعنى قصر النظر وقلة الخبرة السياسية لها ثمن باهض.. وكما تحكم تلك القواعد ايضاً بعدم التمترس والاحتكار من قبل اي طرف من المعنيين والادعاء بمرتبة الابوية، مهما كان دوره، طالما ان الاجزاء الاخرى تقوم بميكانزم الرئة اي جهاز التنفس الذي من دونه ينقطع حتى نبض الحياة . وتودع الثورة مفعولها في منتصف الطريق.
لنا تواصل اخر..