اوغلت القلة الحاكمة باستغلال وباستهجان وباغتصاب وبانتهاك احوال الاغلبية من ابناء الشعب العراقي. وباتت كالغازي المنتقم الذي يبيح لنفسه التعسف والتصرف كما يحلو له، بمقدرات اهل البلد الواقعين تحت سلطته.. مما يعكس صورة لتبادل النزعة الدكتاتورية حيث تم انتزاع سلطة الحكم بقوة السلاح، وتغيير الوجوه والواجهات فقط. بمعنى سلطة انقلاب نقل الحكم من طبقة باغية ظالمة الى طبقة قرينة لها منها في ممارسة الظلم. اذن بأية وسيلة نهتدي الى تسمية او تحديد الهوية الطبقية لهذه القلة الحاكمة الممتلكة للقوة والمال والنفوذ؟
ليس في علم السياسة من مفهوم ينص على وجود حاكم لا يمثل او ينتسب الى طبقة اجتماعية معينة، تمتلك مقومات السيطرة وبفعلها يتم تنصيب هذا المستبد. واليوم ليس من السهل ان يشار الى شخص المستبد بعينه. وانما متجليات الحكم تعطينا صورة ينطبق عليها ذلك المثل الشعبي القائل: " ضاع ابتر بين البتران " اذن لا يوجد ابتر مستبد وانما توجد طغمة ويمكن ان نطلق عليها صفة الطبقة بحكم امتلاكها الثروات، وبيدها عتلات تسخير رأس المال التجاري ورأس المال المالي ومن خلال ذلك تعلن عن كونها {طبقة الكمبردور} كما يمكن تسميتها ايضاً بـطبقة” الالغورشية " اي القلة الثرية الحاكمة، وهي الطاغية الباغية.
هذا ما يساعدنا على ان لا نبقى وكأننا نبحث عن { القطة السوداء في الغرفة الظلماء } لكي نحدد هوية هذه السلطة الحاكمة في البلاد. باعتبارها تمثل طبقة طفيلة مستغلة ظالمة بعيدة عن انتاج الخيرات المادية، انما يكون شغلها الشاغل السمسرة والتسويق للمنتوجات الاستهلاكية المستوردة دون أدني ضوابط للموازنة التجارية الوطنية. وفي المقابل تكبح وتعطل المصنوعات والمزروعات في البلد، وهذا ما هو سائد في الاقتصاد العراقي، وتكون بالعادة تتسم بالارتهان بالرأسمال الاجنبي. بمعنى انها لا يجمعها جامع مع مصالح شعبها وسيادته الوطنية، ولهذا نراها دوماً ما تكون فاسدة بسخاء وتضحي بهذه المصالح. عبر تخادمها مع المصالح الرأسمالية عابرة للحدود.
اما ما يرشح عن هذه الطبقة في حاضرة السياسة وبملامح بارزة هو {التعطيل} على مختلف الصعد. وبخاصة اسكات نبضات قلب الدولة عبر تفنن شيطاني خبيث، متبعة في ذلك حالة موت الاشجار التي تموت وهي واقفة، متجنبة غضب الاهالي الذين يحسبونه هو موتهم بالتبعية لا محالة. عندما تموت " دولتهم "، غير ان هذا قد غدا مكشوفاً مما دعا الجماهير الغاضبة ان تعبر عنه، ابان انطلاق شرارة انتفاضتها التشرينية. بصيحة مدوية {نريد وطن} شعوراً منها ان الدولة والوطن في حالة موت مستتر.