واخيرا هدأت الاصوات وارتاحت النفوس وانتهت معركة الانتخابات الاتحادية وعرفنا من هم قادة كرة القدم في دورتها الجديدة والتي ستستمر للفترة 2018/2022 ورغم ذلك فان الجماهير الرياضية والعاشقة لكرة القدم لازالت تتساءل عن واقع الكرة العراقية ولِمَ هذا التدهور والتراجع ومن المسؤول ؟ علما ان اكثرية ادارة الامس متواجدة اليوم .
اذا من يتحمل النتائج ومن المسؤول؟ عشاق كرة القدم وجماهير اللعبة يطالبون بمعالجة الواقع ووضع الخطط والبرامج لبناء مستقبل كروي مشرق يفتح الطريق امام الكرة العراقية نحو منصات اسيا والتواجد في اكبر تجمع دولي تمثل فيه الفرق الكبيرة الا وهو كأس العالم الذي تجتمع فيه احسن الفرق وافضلها للمنافسة والتألق وهذا ما افتقدناه منذ بطولة كاس العالم في المكسيك عام 1986 في اول واخر مشاركة عراقية ! بعدها تراجعت في كل البطولات القارية والاقليمية . واليوم نجد ان الاخوة الاتحاديين ومنذ التغيير في 9/4/2003 حتى الساعة عاشوا ويعيشون في خلافات وصراعات وسعي وبحث عن البقاء في الموقع دون اهتمام او تركيز على النتائج والمستوى وبسبب الواقع غبنا وغيبنا وتراجع مستوانا الفردي والفرقي بينما فرق اسيا والعرب والاقليم يسيرون الى الامام ونحن واقفون في الصف الاخير فما هو الحل والموقف المطلوب؟ نقول لاحبتنا الفائزين في الدورة الاتحادية الجديدة امنياتنا لكم بالنجاح والتوفيق، ولكن بشرط العمل والاجتهاد والسعي وحسن النية والوحدة والتلاحم وفتح الابواب امام الكفاءات والخبرات وعدم التهميش والتغييب والاقصاء، والسعي من اجل الهوية العراقية والابتعاد عن الحزبية الضيقة والطائفية والعرقية والمناطقية، واعتماد الهوية الوطنية العراقية اساسا لبناء المؤسسات المدنية الحريصة على وحدة الوطن والدفاع عن مصالحه والعمل من اجله. ويسرنا اليوم ان نضع امام اخوتنا الفائزين بعضوية المكتب التنفيذي لاتحاد الكرة بعض الافكار والمقترحات والتي نأمل تطبيقها خدمه للعبة وتطورها واسعاد جماهير كرة القدم، خاصة بعد ان انتهت مرحلة الحظر الكروي عن الكرة العراقية والذي استمر اكثر من اربعة عقود. وبهذا اصبحت مسؤولياتنا اكبر وعملنا شاقا ومتعبا يتطلب التعاون وتجاوز الخلافات من اجل غد أفضل.

الهيئة العامة هي السلطة الاعلى .. ولكن ؟

الكل يعرف بان الهيئة العامة في اي اتحاد او ناد رياضي هي اعلى سلطة في تلك المؤسسة، وهي التي تحاسب المكتب التنفيذي وتعزله ان ارادت، وتقيل من لا يسير وفق السياسة العامة والبرنامج الذي تسير عليه الهيئة الادارية. والهيئة العامة في اتحاد الكرة تضم اليوم 52 عضوا يمثلون اندية الدوري الممتاز وبعض ممثلي اندية الدرجة الاولى ورؤساء الاتحادات الفرعية ( في المحافظات ) وممثلا واحدا عن الحكام والمدربين واللاعبين السابقين وهذا العدد يحدد واقع الهيئة الادارية . وقد غاب نجوم الكرة وابطالها عن الهيئة العامة بسبب قيام الاندية الرياضية المشاركة في الدوري بعدم ترشيح نجومها الى الهيئة العامة وانما رشحت بعض مسؤوليها ممن لايعرفون الا معلومات بسيطة عن اللعبة، وبسبب هذه السياسة غاب النجوم وخاصة المبدعون في الفرق الجماهيرية مما فتح الطريق امام شخصيات اخرى للترشيح، وهذا تتحمله الاندية اولا واتحاد الكرة ثانيا، فعلى الاندية ان تهتم بنجومها وابطالها، وعلى الاتحاد ان يضع ضوابط وشروطا لمرشحي الاندية الى الهيئة العامة ممن مارسوا اللعبة او التحكيم والتدريب او العمل في الادارات الرياضية او من الحاصلين على الشهادات العلمية الرياضية وغيرها من الضوابط التي تدفع بالكفاءات الى التواجد في اتحاد اللعبة وتمنع تسرب الطارئين والغرباء لتسنم المواقع الحساسة والقيادية، وهذا سيساهم في وصول الكفاءات والاختصاصات الرياضية الى مواقع المسؤولية والقيادة.

تطوير اللعبة

المهمة الاولى لعمل الاتحادات الوطنية تطوير اللعبة والارتقاء بها، وعلى هذا الاساس نجد ان مهمة اتحادنا الموقر هي العمل على تطوير اللعبة من خلال البرامج والمسابقات والعمل على معالجة الفشل والاخفاق وبالتالي وضع الخطط والبرامج التي تنهض باللعبة وتطورها مثل الاهتمام بالمسابقات وتنويع مستوياتها والارتقاء بالمنتخبات الوطنية ابتداء بالمنتخب الاول ومن ثم منتخبات الفئات العمرية ( اشبال , ناشئين , شباب , اولمبي و رديف ) وبطولات الجمهورية والكأس، والاهتمام باشكال المسابقات وتنويعها واقامة اللقاءات الدولية والمشاركات الوطنية التي تساعد على الاحتكاك وزيادة الخبرة. كذلك الاهتمام بكرة القدم النسوية واقامة البطولات والمسابقات لها بشكل منتظم خاصة بعد ان انتشرت اللعبة عالميا وبشكل سريع، يضاف الى ذلك دور الاتحاد بالاهتمام بتطوير قابليات وقدرات المدربين والحكام والادارات الرياضية المتخصصة والعارفة بالضوابط والشروط . والعمل على نشر اللعبة وايصالها الى ابعد المديات، وهذا لا يتم الا من خلال تشكيل لجان فاعلة وقادرة على تحقيق الاهداف المرسومة من قبل البرنامج الاتحادي ( المقترح ) . عليه نجد ان الاتحاد ملزم بفتح ابوابه امام الخبرات المتراكمة في الساحة العراقية وامام الاكاديميين والمختصين ودعوتهم الى العمل في اللجان والهيئات الاستشارية والتمثيلية. وهنا نقترح ان تكون رئاسة اللجان الاتحادية مثل الحكام والانضباط والمنتخبات وغيرها برئاسة الاكاديميين والخبراء، وان يبتعد اعضاء الاتحاد عنها لإعطائهم المجال للاشراف والمتابعة والتخطيط لعمل الاتحاد وتوجهاته لتطوير اللعبة والاشراف على نشاطات وفعاليات الاتحادات الفرعية في المحافظات.

برنامج عمل لاتحاد الكرة

كل عمل تتوفر فيه العلمية والجدية لابد له من برنامج واضح يتم من خلاله مراقبة خطوات العمل ومحاسبة المقصرين والكسالى، ومن خلال ذلك يتم الاصلاح والتقويم. وهذا ماوجدناه في مقدمة سياسة رئيس الاتحاد عبد الخالق مسعود يوم تنافس على رئاسة الاتحاد في دورته السابقة، ولكننا لم نجد برنامجا واضحا لدورته الحالية والتي فاز بها ! املنا ان تكون خبرات الاخوة الاتحاديين قد نضجت وهم اليوم على استعداد لان يقدموا لنا برنامجا طموحا وافكارا متقدمة تساهم في تطوير اللعبة. ولكننا نريد شيئا مكتوبا وموثقا ليتم من خلاله (الحساب والكتاب) ووضع الجميع امام مسؤولياتهم وان يكون عملهم وفق هذا البرنامج وان يساهم الاخوة في التشكيلة القديمة / الجديدة في انضاج عمل المؤسسة الاتحادية لتجاوز سلبيات المرحلة السابقة ولتطوير ايجابياتها. والاهم اليوم هو العمل لتجاوز الفردية واعتماد الاسلوب الجماعي وتعاون وانسجام التشكيلة الاتحادية والابتعاد عن الخلافات والمناكدات لانها ستؤدي الى ضياع العمل والتمزق. وهو ما يميز العمل الرياضي في عموم مؤسساته مع الاسف.

لجنة دراسات وبحوث لتطوير كرة القدم

الكل يعرف بأن عموم الالعاب ومنها كرة القدم هي دائمة التطور والانتقال من حال الى حال اكثر تطورا وانطلاقا للأمام، وهذا ما شاهدناه خلال عمرنا الكروي الذي تجاوز الستين عاما. وهذا يعكس علما متطورا وفلسفة متجددة واكتشافات جديدة في عالم اللعبة وتفاصيلها. واتحادنا لابد له من مواكبة المستجدات وملاحقة الافكار والبحث عن الجديد عليه اقترح على اتحاد كرة القدم تشكيل لجنة بحوث ودراسات خاصة لمتابعة اللعبة في ملاعبنا وساحاتها ميدانيا للدراسة واقتراح افكار لظواهر جديدة افرزتها ملاعب كرة القدم العراقية والعربية واثرها في تطوير اللعبة في العراق وبلدان المنطقة . ويعتمد في هذه اللجنة على نخبة من الخبراء والمتخصصين والاكاديميين من العاملين بكرة القدم. فاليوم دخل العلم في جميع مفاصل الحياة ودروبها وصار المختصون يبحثون عن كل ما ينهض باللعبة ويطورها. ومثل هكذا لجنة ستدفع بالعشرات من الاكاديميين والخبراء اللعبة للبحث والدراسة والكتابة واستشراف مستقبلها في الساحة العراقية والعربية لا بل حتى العالمية . واللجنة هذه ستكون لها اثار ايجابية على عموم الكرة العراقية ومستوياتها لدى الاتحادين الدولي والاسيوي. فهناك الكثير من البحوث والدراسات التي من الممكن الاستفادة منها والانطلاق بها نحو تطوير واقع الكرة العراقية.

لابد من الاهتمام
بقاعدة اللعبة

كل الاتحادات الوطنية تضع نصب اعينها الوصول الى نهائيات كاس العالم، وبعضها يرغب في تحقيق احد المراكز المتقدمة، والبعض الاخر يسعى الى الفوز بلقب قاري وهو انجاز كبير، ولعل المختصين قد اتفقوا على ان بلوغ هذه الاهداف لايتحقق الا من خلال العمل الجدي والمتواصل مع اللاعبين الصغار والفئات العمرية لانهم اساس اللعبة وخميرتها، ومن خلالها نكتشف المواهب والنجوم اللامعة، وهنا يتطلب من المكتب التنفيذي الجديد لاتحاد الكرة الايمان بهذه القاعدة الذهبية (خذوهم صغارا) واقامة المسابقات والبطولات والدوريات لهذه الفئات وحسب توجيهات وارشادات الاتحاد الدولي (الفيفا) والاتحاد الاسيوي والعمل على تنفيذ برنامج الرؤيا الاسيوية بصدق وحرفيه دون تلاعب او تجاوز او تزوير للاعمار لان العمل على تحقيق نتائج وهمية لخداع النفس والمسؤولين سيؤدي الى خيبات مستقبلية. ونقترح تشكيل لجنة مسابقات خاصة ببطولات الفئات العمرية ( اشبال ناشئين شباب واولمبي ورديف ) تشرف عليها او تنسق عملها وتراقب اعمارها وتبحث عن جهات داعمة وستؤدي تلك اللجنة الى نجاحات في مجال مكافحة التزوير والتلاعب بالاعمار وستكون اساسا لتطوير اللعبة والانتقال النوعي بها الى مستوى العالمية وهذا هدف كبير نسعى اليه .

نتعاون من اجل اصلاح الواقع الكروي

واخيرا اقول بان واقع كرة القدم لا يسر محبا ولا صديقا، وبقاؤه على هذا الحال يعني التراجع والاخفاق والمزيد من المشاكل والعقد، عليه يتوجب على كل المعنيين باللعبة التعاون من اجل اصلاح الحال والبحث عن كل ما يخدم كرة القدم وتطورها ويبدأ ذلك بالتشاور والحوار وفتح الابواب امام الكفاءات والخبرات المتخصصة في اللعبة. وبهذا نستطيع ان نتشاور ونتعاون للانتقال الى واقع كروي جديد، وعلينا ان نبذل جهودا مضاعفة من اجل بناء واقع جديد وفق ضوابط جديدة تفتح الابواب امام المبدعين الدوليين السابقين ونجوم اللعبة واكاديمييها وخبرائها والمختصين بها، عندها سيكون حالنا جديدا ومستقبلنا لامعا. وعلى اتحاد اللعبة العمل من اجل الاهتمام بالنجوم وكبار اللاعبين المعتزلين من اجل اعدادهم لمستقبل قيادة الكرة العراقية اداريا وفنيا. وهناك اسماء وقابليات كبيرة تزخر بها ساحتنا الكروية يتوجب تهيئتها وليس ابعادها واقصاءها . لان وجود الخبرات والمتخصصين كل بحاله سيدفع باللعبة ويطورها .

عرض مقالات: