هنالك مثل شعبي في الريف العراقي يقول: {الذي يكسرها يحش لها} بمعنى يأتي بالحشيش " العلف” للدابة التي كسر ساقها لانها غدت لن تتمكن من الذهاب الى المراعي.. قصدنا هنا اطراف الازمة التي غدت تسرّب بعضاً من لهيب انفجارها الذي سيكون اول وقوده ذات الاطراف المتقاتلة على المال السحت والنفوذ السلطوي المنفلت ولم يسلم منها احد. ان كل طرف منهم يضغط على الطرف الاخر بغية التنازل له. حتى ان بعضهم اخذ يتجاوز على الاسس الدستورية. والانكى من ذلك تجاهل مصير الشعب العراقي واحوله المتردية المتأزمة لاخر نفس.
اطنبوا في صنع المتوهات والخداع وضخوا المزيد من المبادرات الفارغة في الوقت الذي يوجد في جعبة كل طرف منهم أكثر من حل، ولكن ينبغي التمييز بين من يتحمل الوزر الاكبر من المسؤولية. لتمسكه بابقاء الحال على ما هو عليه وبين من يرفع نقطة نظام ويسعى من اجل الاصلاح والتغيير ومغادرة نهج المحاصصة والفساد والفشل المدمر. الا ان ذلك لا ينبغي ان يصبح عاملاً لصرف النظرعن الاشارة الى ما لدى كلا الطرفين من قدرة قابلة لحل الازمة غير انها ليست بواردة لديهم . ومنها :
اولاً: لدى التحالف الثلاثي مثلاً امكانية تفكيك الازمة بالتفاهم مع الحزب الديمقراطي الكردستاني ودعوته للتنازل عن التمسك برئاسة الجمهورية واعطائها الى الاتحاد الوطني الكردستاني طالما لم تخل باستحقاق شعبنا الكردي. وحينها تضاف اصوات الاتحاد الوطني الى تحالف { انقاذ وطن } وبها يتحقق النصاب بيسر لانتخاب رئيس الجمهورية.
ثانياً : بامكان الاطار التنسيقي الالتحاق بالتحالف الثلاثي من دون " كتلة دولة القانون " التي عليها اشكال لدى السيد " مقتدى الصدر " والذي لا يريد التحالف معها باي شكل من الاشكال، كما عليهم الكف عن التدخل بشأن بعض المستقلين وتركهم يقررون موقفاً ايجابياً ويلتحقوا بـ " انقاذ وطن "
هذه المقترحات لم تأت ببال هذه الاطراف المتصارعة التي تعتبر التنازل للطرف الاخر هزيمة، وفقدان السلطة والموارد المالية. واهم من كل ذلك الخشية من ان يتجردوا من الحماية لان حبل المشنقة بات يقترب من اعناق من أجرم وفسد بحق الشعب العراقي.
رغم ذلك لا يضعون اي قدر في حساباتهم لمصلحة الشعب ومسؤولية ابعاد مخاطر انفجارالازمة الكارثية التي لا تبقي ولا تذر. ولا يفوتنا ان نستدرك ونشير الى ان التنازل المطلوب من الارادة الشعبية ينبغي ان يأتي من طرف صاحب الرصيد الاقل، لكونه خصماً لدوداً لنهج التغيير المنشود. لذا يترتب على ذلك وجود صعاب جمة لاتمكنه قطعاً من تشكيل الحكومة، ومن باب الافتراض لو تم التنازل له من الاغلبية بمعنى من المعان وفي اخر المطاف سيحصل الابقاء على الازمة بل وزيادة تعقيدها. بل تقريب لحظة انفجارها.
ومن الموجبات القول في هذا الحديث على المتابع ان يلجأ الى استخدام مجهر لمعرفة الاسباب التي ادت الى انقلاب المستقلين على ذواتهم، وأصبحوا حجر عثرة، بعد ان كان معولاً عليهم، ان يكونوا حجر زاوية في بناء نظام التغيير الديمقراطي، لكونهم ولدوا من رحم انتفاضة تشرين. ثورة الاصلاح والتغيير المدني الديمقراطي.. الا يشعرون بوخزة ضمير ازاء من انتخبهم واتجاه مصالح شعبهم الذي كان يوزنهم بميزان الذهب. مع ان هذه الوخزة قد بدأت تتمظهر بالانشقاقات بين صفوفهم مؤخراً
للاسف قد دخل في اذهان البعض منهم ايهام قاتل، مفاده ان بمقدورهم تشكيل الحكومة، بعد ان لوحت لهم بهذا السيناريو بعض الاوساط السياسية خداعاً واستدراجاً. مستغلة غفلتهم وجهلهم بزيف وخداع هذه الدناصورات السياسية التي ستبتلعهم بكل يسر اذا ما اقتربوا من طابو ملكية سلطتها ونفوذها .
ولايفوتنا التنويه حول قدرة المستقلين على تشكيل الحل الثالث : اذا ما استيقظوا من نشوة الوصول الى البرلمان وتلامسوا مع هموم شعبهم ومصير بلدهم الذي بات على حافات الطوفان، واستدركوا مشتركين مع الطرف الاغلبية الوطنية القادر على تشكيل الحكومة بحكم مصداقيته بالتبن لنهج التغيير وامتلاكه بارجحية لمقومات التشكيل.