غالباً ما تلجأ بعض القوى السياسية التي لم تتوفق بالحصول على الاغلبية البرلمانية من خلال العملية الانتخابية، الى عرقلة اتمام مها القوى السياسية الحاصلة على الاغلبية، التي تجعل لها الطريق سالكة نحو تشكيل الحكومة. ومن الملاحظ تأخذ العرقلة انماطاً واساليب واهية او مفبركة. كالتظاهر والاحتجاجات التي تنطلق خلف ذرائع لا تمت للواقع بصلة. وكذلك استخدام المال السياسي لشراء الذمم، والتسقيط السياسي للرموز الفائزة ، او حتى تصل بعض الحالات الى الاغتيالات السياسية. علماً ان كل ما جرت الاشارة اليها مرفوضة من الرأي العام الوطني، وربما تتعارض مع اسس دستورية.
ونتيجة لهذا التصدي والرفض الشعبي الهادف لحماية الآلية الديمقراطية بوجه خاص. ذهبت وتذهب القوى المعرقلة الى اللوذ خلف خيالها او بذريعة ما وعلى سبيل المثال بدعة { الثلث المعطل } دون التحفظ من كلمة " التعطيل " التي اذا عنيت مضموناً فلا تعني سوى التخريب وهو أمر مضاد بالصميم لارادة اوسع الجماهير الطامحة للحياة والاستقرار وبسط القانون على نحو عادل وديمقراطي.
لابد من البحث عن مغزى الدوافع التي انتجت هذا " الاعجاز الخرافي " المسمى بـ { الثلث المعطل }. دون شك التعطيل لنتائج الانتخابات وايقاف استكمال مراحلها اللاحقة الهادفة الى تشكيل الحكومة، بصرف النظر عن شرعيتها او عدمها، وفي مطلق الاحوال ستبقى مرهونة بتوقيتات دستورية، واذا ما تم تجاوزها ستنتج في نهاية المطاف فوضى وعوم سياسي في طوفان الفراغ الدستوري لا نهاية له، سوى الانتخابات المبكرة. وهذا هو جوهر مساعي القوى التي تسمي نفسها بـ { الثلث المعطل } الذي جُرب في لبنان وكانت نتائجه كارثية حيث سحق البلد واهله دون واعز وطني .
وبكلمة ذات صلة في الوضع السياسي العراقي. ان الانسداد الحالي غايته المستورة والمكشوفة هي الغاء نتائج الانتخابات الاخيرة، والذهاب الى انتخابات مبكرة. ان المتابع السياسي لا يخفى عليه وجود الثغرات المساعدة للوصول الى هذه المرحلة الكارثية. وهنا ربما سائل يسأل عن التراخي لدى التحالف الثلاثي اليس هو الذي سيوصل الامور الى الانتخابات المبكرة ؟؟ . غير ان هذا المآل الذي ينذر بالخراب المطلق، سيوصل هو الاخر البعض من القوى المتنفذة الى الانهيار والتبخر تماماً. ولا شك ان الفراغ الدستوري قاب قوسين او ادني من الحصول. لا سيما تواصل ازدياد هشاشة موقف القوى التي تمتلك الاصوات الاكثر الجديرة على انتخاب رئيس الجمهورية، واختيار رديفه رئيس الوزراء. ان العلة كل العلة في نظام المكونات البرلماني الممزق لوحدة الشعب العراقي.