مع قرب سقوط كابل، لماذا لم تتحرك إيران حتى اللحظة لتدارك الوضع في أفغانستان، ولماذا لم تتخذ طالبان موقفا عدائيا تجاه ايران؟
 1- تحاول حركة طالبان تحقيق المزيد من المكاسب على الارض لتعزيز موقفها التفاوضي مع ايران،  ولا تحاول فتح جبهة جديدة مع قوة لديها القدرة على تقويض او شل الحركة.
 2- تحاول إيران تجنب أي حالة تصعيدية مع حركة طالبان، لأنها تدرك أن الأمور ماضية نحو سيطرة الحركة على البلاد في المستقبل القريب، ومن ثم فإن التصعيد معها،  يعني أن إيران ستواجه في المستقبل. دولة دينية متضادة معها مذهبياً، وقد تستنزف إيران كثيراً. 3- تدرك إيران إن محاولة إنتاج "حشد شعبي أفغاني جديدة" مسألة صعبة جداً في أفغانستان، رغم دعوتها لذلك، لأسباب عدة أهمها عدم وجود رمزية شيعية معتد بها في أفغانستان.
4. 4- الخشية الأكبر التي تواجه إيران في عدم التصعيد مع الحركة، بعيداً عن مشكلة اللاجئين والحدود وغيرها، مشكلة أن تنجح الحركة في حالة المواجهة مع إيران، في تحريك الحركات البلوشية المسلحة في جنوب شرق إيران
5. 5- تحاول إيران حالياً أن تؤسس لفكرة إن توجه الحركة لا يختلف كثيراً عن توجه إيران، في إنهاء الوجود الأمريكي في المنطقة، ولذلك هي تحاول إستمالة الحركة عبر هذا المسار، كما تحاول أن تبعد فكرة أنها دولة تدعم الحركات القريبة منها مذهبياً فقط، وإنما هي داعم لكل حركات التحرر في العالم، بغض النظر عن توجهها الأيديولوجي والعقدي.
 6- تدرك إيران إن معاداة حركة طالبان يعني وقوع الحركة في حضن باكستان وتركيا، وهذا يعني إستراتيجياً تشكيل حالة توازنية جديدة في منطقة جنوب آسيا، تستثني إيران، وتعيد هندسة موقعها ضمن مبادرة الحزام والطريق، مقابل صعود محور سني تركي باكستاني من جهة الشرق، ومحور عربي إسرائيلي من جهة الغرب.

2

الإمبراطوريات القديمة  تحملت التزامات أدبية وأخلاقية، منها رعاية حليف أو حماية صديق، حتى أن جيوش 《نابليون》وهي تنسحب من مصر بعد غزوتها الفاشلة في مطالع القرن التاسع عشر اصطحبت معها الجنرال 《يعقوب》 الذي ساعدها ضد قوى المقاومة الوطنية. واعتبرت فرنسا أنه من العار عليها أن تتخلى عنه.
لكن الإمبراطورية الأمريكية وبدون عناء ثقيل على الضمير تخلت عن اهم رجالها في الشرق الأوسط وهو شاه إيران محمد رضا بهلوي ورفضت أن تمنحه حق لاجئ سياسي في أمريكا، بل وكانت على وشك تسليمه إلى الثورة الإيرانية في مقابل الإفراج عن الرهائن الأمريكيين الذين احتجزهم شباب الثورة الإسلامية في السفارة الأمريكية بطهران.
واليوم تقدم الإمبراطورية الأمريكية مثالا اخر
بالتخلي عن المترجمين والموظفين المتعاقدين  وملحقاتهم المتعاملين مع أمريكا في أفغانستان بعد أنسحاب القوات الأمريكية وتسليم افغانستان الى طالبان  !يركضون خلف الطائرة الامريكية يبحثون عن فرصة للهروب من  بلدهم.

عرض مقالات: