يبدو انّ اصحاب المشاريع الوطنية الناجحة لا مكان لهم بالعراق، هكذا فكرت وانا اتتبع الحملة المسعورة التي يتعرض لها الشيوعيون العراقيون هذه الايام على يد عصابة من الذين امتلأت جيوبهم وحساباتهم وبطونهم من السحت الحرام ووظفوا من اجل ذلك جوقة من مرتزقتهم ووسائل اعلامهم التي لا تتقن سوى النهش والنباح. الأمر ليس بجديد، فكلما تقدم حزبنا خطوة على صعيد الدفاع عن حقوق المواطنين، كلما فقد المتهمون بأكثر من ملف وعلى اكثر من صعيد اعصابهم وراحوا يدافعون عن مكتسباتهم التي استحوذوا عليها بالقرصنة والتزوير، ولم يرف لهم جفن في استخدام ابشع الاساليب الدنيئة بما في ذلك الخطف وكاتمات الصوت والعبوات الناسفة في سبيل الحفاظ على كراسيهم التي اهتزت بفعل النتائج المخزية التي حصلوا عليها في الانتخابات الأخيرة!.
واضح ان تلك الاطراف، وهي اطراف نافذة بالتأكيد ومرتبطة بأجندات مشبوهة!، لا تريد لهذا البلد الاّ ان يكون مرتعا للعناكب والطحالب والطفيليات، ولا تريد له الاّ ان يكون ضعيفا وخانعا ولا يمتلك قراره بنفسه، ويزعجها بالطبع ان ترى المواطن العراقي باشا ومبتسما ومحبا للحياة، فهؤلاء الذين شنّفوا اسماعنا لسنوات طويلة بخطابات رنّانة حول النزاهة والحرية وتكافؤ الفرص، نجدهم اليوم لا يدخرون وسعا في تشديد الطوق على الاصوات الحرة وفي تضييق الخناق على الاقلام الجريئة ولن يترددوا في طرد كل من حاول ان يغرد خارج سربهم الضال من المشهد، ورفعوا شعار الويل لمن لا يقول نعم ولا يرقص على ايقاع تقسيم الغنائم.
انّ حزبنا ومنذ تأسيسه، لم ولن يتأخر يوما في التصدي الى السياسات المجحفة بحق المواطن العراقي، ولا حاجة بي لأن اذكّر بتفاصيل البديهيات، فتاريخ العراق الحديث شاهد حي على التضحيات الكبيرة التي قدمها الحزب في هذا السبيل، كما انّ اسمه ارتبط ارتباطا وثيقا بجميع الانتفاضات والوثبات والاضرابات على امتداد الجغرافية العراقية وفي كل الازمنة وآخرها ساحات التحرير التي اغضبت اصحاب العقارات والامتيازات الذين حولوا السياسة في بلدنا الى مجرد كذبة كبيرة لكي لا تجرفهم ثقوب التاريخ السوداء كما جرفت الذين سبقوهم!.
الآن لم نعد حزبا متخفيا، بل علنيا وقانونيا، وحقنا الدستوري ان نطالب الأجهزة المختصة بمحاسبة كل من يتجرأ ويعتدي على حريتنا وكل من يحاول ان يمنعنا من ممارسة دورنا في سبيل انقاذ العراق من الانحدار نحو المجهول، وسنبقى امناء على مصالح الفقراء واوفياء لحرية العراق واستقلاله، ونبقى رافعين راية الحياة والكرامة، وستظل لاءات الحزب (لا للفقر، لا للطائفية، لا للمحاصصة، لا للفاسدين) ترن مثل كوابيس مزعجة في مسامع الذين يزدادون كل يوم غوصا في مستنقع الفساد والذين مهما استخدموا من اساليب هجومية واجرامية فلن نقول (نعم) حتى ندق اخر مسمار في نعش المحاصصة مثلما دق نيلسون مانديلا اخر مسمار في نعش العبودية!.