من المضحك المبكي ان هذه "العملية السياسية" التي أسسها  المحتل عام 2003  حين غزى العراق بالاشتراك مع شركائه غير المؤهلين كلفت العراق المبتلى أساسا بسنوات حروب عجاف وحصار مدمر دام اثني عشر عاما وتسلط نظام دكتاتوري قمعي جر البلاد الى كوارث اجتماعية واقتصادية انعكست نتائجها الكارثية على جميع الصُعد جراء سياساته الرعناء وكأن المحتل ومعاونيه يقولون "المهم  العملية نجحت وليس هناك مشكلة إذا مات المريض "، وها نحن نرى ونلمس أن العملية  لم تنجح  ونراها وهي تتنقل من فشل الى آخر وأما المريض فهو يموت يوميا الف موته، وقد أضاف الاحتلال أعباءً آخرى أكثر قتامة على كاهل شعبنا العراقي وعلى جميع المستويات.

  وما نشهده يوميا وعلى الدوام هو اللعب على الحبال الذي يثير السخرية ذاك الذي يمارسه سياسيو الصدفة الماسكون بالسلطة وهم وبكل براعة يقومون بالأدوار البهلوانية بوعي وبدونه ويتلونون كالحرباء  ولمجرد العودة للوراء  قليلاً نراهم على كامل الاستعداد لتنفيذ أي دور مهما كان صعباً، فهم يتنقلون  ويتكاثرون كالخلايا السرطانية بدليل ظهور مئات الاحزاب  والكتل وكأنهم في مزاد وهم يتنقلون من موقع إلى موقع ٱخر يميناً ويساراً ويتمسحون بعباءة هذا المرجع أو هذا الطرف الاقليمي والدولي أو ذاك طمعا بالحصول على الدعم المعنوي والمادي بغض النظر عن حجم الضرر الذي يلحق بالمصالح الحيوية للوطن والشعب بما يحفظ كرامته وحقه في حياة حرة كريمة حتى وصل الأمر بهم إلى المزايدة على المحتل صاحب الفضل الكبير عليهم  في وجودهم بالسلطة وهم المشاركون الفعليون في غزوا البلاد من خلال اشتراكهم  في برنامج تحرير العراق سيئ الصيت الذي حُيكت خيوطه في واشنطن ولندن وصلاح الدين ومن ثم ركبوا ظهور دبابات المحتل حين دنست تربة الوطن الغالي معتمدين على مبدأ "نفسي أولاً وليأتي من بعدي الطوفان "وهم على أتم الاستعداد للهرولة الى أحضان من يدفع اكثر.

أنهم يتحدثون ليل نهار وبمناسبة وبدونها عن المحتل ومساوئه وضرورة رحيله وحين يوجهون اسلحتهم  ويخزنونها فإنهم يقتلون عوائلنا العراقية  الآمنة كما حصل في الزعفرانية ومدينة الثورة وأبو تشير والكرادة وقرب المطار وغيرها من المناطق السكنية  في بلدنا الحبيب، وبهذا  فهم يمارسون الازدواجية بالمعنى الحرفي للكلمة  وهم بذلك يدخلون في لعبة الصراع الدائر بين طرفين وأكثر احدهم اسوأ من الأخر بمعنى "الجماعة يخوضون حربا بالوكالة" وقودها أبناء شعبنا العراقي الذي يدفع ثمن هذه الحرب القذرة منذ ما يقارب ثمانية عشر عاماً، دماء طاهرة لبناتنا وأبنائنا الى جانب تدهور الأوضاع الأمنية وتفشي الفساد المالي والإداري في جميع مفاصل الحياة ويقتلون ويغتالون ويختطفون بناتنا وأبنائنا ويغيبونهم في معتقلاتهم السرية لمجرد كونهم يطالبون بوطن يؤمن لهم الحياة الحرة الكريمة وبدولة مؤسسات دولة العدالة الاجتماعية والمساواة ومن هنا، فإن الفرز الطبقي والسياسي بات واضحاً بين الطبقة الطفيلية الفاشلة وحلفائها من القوى الرجعية الحاكمة والتي تتحمل مسؤولية الخراب الذي حل بالبلاد والعباد على مدى ما يقارب الثمانية عشر عاماً،  وبين الأغلبية الساحقة من ابناء شعبنا العراقي المحرومين من ابسط مقومات الحياة الحرة الكريمة مما يستدعيها الى رص صفوفها في جبهة عريضة للقوى الوطنية والتقدمية تتسسع لجميع الخيرين من أبناء شعبنا العراقي وفي طليعتهم ناشطات ونشطاء انتفاضة اكتوبر المجيدة المتقدة حتى هذه اللحظة.   

 

عرض مقالات: