اقترب موعد الانتخابات  وسيذهب العراقيون غدا او بعد غد  الى مراكز الاقتراع لاختيار من ينوب عنهم في حكم البلاد والعباد .

العراقي يبحث منذ أزمنة قديمة عن من يصلح للحكم ، جـرّب رجل الدين  والملك السومري فلم يجد فيه النزاهة المطلوبة، حتى ان احد الملوك السومرين  سـنّ العديد من القوانين المشددة من أجل عدم سرقة المواطن واغتصاب حقوقه .

كما جرب  العراقيون شيخ العشيرة وقدموا  له الطاعة وحاصل اتعابهم  وزراعتهم  ولكن ما لبث الشيخ  ان تنمر عليهم واستعبدهم وحولهم الى رقيق ضمن ممتلكاته حتى جاءت ثورة الرابع عشر من تموز لتطلق مشروع الاصلاح الزراعي وتحرر الفلاح وتعتقه من العبودية .

ولكن ما لبثت ان اندحرت ثورة الجماهير واغتالها التآمر  وتحالف رجل الدين ، ورجل السلطة المتمثل بخليط من عسكر وحثالات السياسة .

اليوم ، يحدق  العراقيون في اسماء المرشحين للانتخابات عسى ان يجدوا بينهم من يستطيعون منحه ثقتهم ، ولكنهم يتوجسون خوفا وهلعا من اختيار من  جُرّبَ ومن  لم يجرّب . امام انظارهم  اسماء عرفوا فيها عدم الامانة ، وذاعت شهرتهم في السرقة والنهب ، ولكن العجيب ان يراهم بكامل قيافتهم الرثة   في صور باذخة معلقة على لافتات كبيرة في الشوارع وكأنها تستهزء بالمواطنين وتضحك عليهم .

صور يعرف الناس تاريخها ، اصحابها  يسرقون قوت المواطنين ، يسرقون دولارات النفط ونقود البنوك وعملات الدولار والدينار ومع ذلك تجد صورهم منتشرة بين الازقة والشوارع الرئيسة وهي تخدع  المواطنين بشعارات سخيفة لا دلالة لها الا اللهم  استدرار عواطف الناس البسطاء واللعب على حبال المعتقد او المذهب او دغدغة احلامهم في هدية تافهة لاقيمة لها مقابل الحصول على اصواتهم التي لا يعرفون قيمتها .

يتطلع المواطن بحثا عن اسماء يأمل  في تاريخها النزاهة والاخلاص للوطن ، ولكنه يصطدم بفتاوى ومحرمات ينقض بها اصحاب اللحى المزيفة التي تسربلت بالاسلام زورا  و بهتانا كي  تحرم المواطنين من ممثل صادق نزيه يمثلهم في البرلمان لكي  يبقى الفساد منهلا له يعب من خلاله المال الحرام والمناصب الوظيفية دون كفاءة ، فغالبا  ما يحصل عليها بشهادة زور او باحتيال مبين .

مهمة المواطن اليوم بحاجة الى شجاعة في الاختيار ، الاختيار بعد التدقيق في تاريخ المرشح لمجلس النواب ، لانه بهذا الاختيار يضمن حقوقه في المستقبل ويقتنص  فرصة تعديل مسار عجلة الحكم في البلاد .

الاختيار والرقابة  والتأكيد على عدم فسح المجال امام التزوير والتلاعب والاحتيال ضمان لصعود اسماء مرشحين يضمنون مسارا جيدا لسياسة  السنوات الاربع القادمة على أمل ان تتمكن الوجوه الجديدة من محاربة الفساد والسير بقارب الحكومة الى شاطئ النزاهة والامان .

عرض مقالات: